مريم همام تروي تجربتها مع «الذئبة الحمراء»: من العناية إلى مبادرة للتوعية

كشفت "مريم همام"، مؤسسة مبادرة التوعية بالأمراض المناعية، عن تفاصيل معاناتها الطويلة والمؤلمة مع مرض "الذئبة الحمراء"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الستات" على قناة النهار، مؤكدة أن رحلتها مع هذا المرض كانت مليئة بالتحديات الصحية والنفسية، لكنها استطاعت أن تحول المحنة إلى رسالة وهدف إنساني، عبر إطلاق مبادرة توعوية لدعم مرضى المناعة.
تدهور سريع في الصحة
روت مريم همام أنها كانت فتاة مفعمة بالحيوية والنشاط، لا تعاني من أي مشاكل صحية، إلى أن بدأت تشعر فجأة بأعراض غير مفهومة، منها الخمول الدائم، صعوبة في الحركة، فقدان التركيز، والرغبة المستمرة في النوم. هذه الأعراض دفعتها للبحث عن سبب، خاصة مع التدهور المتسارع في حالتها البدنية.
في البداية، تم تشخيص حالة مريم همام بالخطأ، مثل كثير من مرضى الأمراض المناعية الذين يمرون برحلة طويلة بين الأطباء والتشخيصات المختلفة، حتى تم التعرف في النهاية على السبب الحقيقي: إصابتها بمرض "الذئبة الحمراء"، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، التي يهاجم فيها الجسم نفسه عن طريق الخطأ.
مزمن يحتاج لـ وعي
أكدت مريم همام أن مرض الذئبة الحمراء لا يُشفى منه بشكل كامل، لكنه يمكن السيطرة عليه من خلال خطة علاجية طويلة الأمد تشمل أدوية متعددة، وهو ما يتطلب وعيًا كبيرًا من المريض وأسرته، إلى جانب دعم نفسي ومجتمعي متواصل.
وأوضحت مريم همام أن هذا المرض لا يهاجم فيروسًا أو بكتيريا من الخارج، بل ينتج عن طفرة جينية تجعل الجهاز المناعي يهاجم أعضاء الجسم المختلفة وكأنها أجسام غريبة، وهو ما يسبب مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فشل بعض الأعضاء.
ثلاث شهور في العناية
كشفت مريم همام عن أنها قضت ثلاثة أشهر كاملة في العناية المركزة بين الحياة والموت، وقالت إن هذه الفترة كانت الأصعب في حياتها، لكنها خرجت منها بإصرار جديد ورسالة واضحة: ضرورة رفع الوعي المجتمعي بالأمراض المناعية، والتي لا تحظى بالاهتمام الكافي سواء في الإعلام أو القطاع الصحي.
وأضافت مريم همام أنها بعد نجاتها قررت تأسيس مبادرة توعوية تهدف إلى مساعدة المرضى على فهم حالتهم الصحية، وتقديم الدعم النفسي والمعلوماتي لهم، خاصة أن العديد من المرضى يتعرضون لسوء التشخيص، أو لا يملكون القدرة المالية على تحمل تكلفة العلاج.
دعوة لإنشاء مستشفى متخصص
طالبت مريم همام الدولة بتأسيس مستشفى متخصص لعلاج الأمراض المناعية، أو على الأقل إنشاء أقسام متخصصة داخل المستشفيات الكبرى، مشيرة إلى أن المرضى يعانون من نقص الرعاية الصحية المناسبة، وارتفاع أسعار الأدوية، بالإضافة إلى غياب الوعي الطبي الكافي في كثير من الحالات.
وأعربت مريم همام عن أملها في أن تطلق الدولة مبادرة وطنية على غرار "100 مليون صحة" و"مبادرة علاج سرطان الثدي" لدعم مرضى المناعة، خاصة أن هذه الأمراض تؤثر بشكل كبير على فئة الشباب، الذين لا يمتلكون القدرة المالية على متابعة العلاج.

جديد بالأمراض المناعية
اختتمت مريم همام حديثها بدعوة كافة الجهات، سواء الحكومية أو منظمات المجتمع المدني أو رجال الأعمال، للمشاركة في دعم هذه الفئة من المرضى، مؤكدة أن "صحة الناس أمن قومي"، وأن تعزيز الوعي بالأمراض المناعية يمكن أن ينقذ آلاف الحالات من المعاناة وسوء التشخيص.
كما وجّهت مريم همام الشكر لفريق البرنامج على الدعم، مؤكدة أن هذه الخطوة الإعلامية قد تكون بداية لتحقيق حلمها بإنشاء كيان متكامل يخدم مرضى المناعة في مصر والعالم العربي.