مؤمن أشرف: شركات التكنولوجيا تتحول تدريجيًا إلى أدوات لتوسيع الفوضى المعرفية

حذر المهندس مؤمن أشرف، الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات، من تفاقم خطر التضليل الرقمي وانتشاره على منصات التواصل الاجتماعي والمنصات التقنية الكبرى، مؤكدًا أن الشركات العالمية التي تتحكم في بنية العالم الرقمي لا تقوم بالدور المطلوب منها في التصدي المنهجي لهذا الخطر، بل تتعامل معه بقدر من التجاهل المقصود أو التقصير المتعمد.
وأوضح مؤمن أشرف أن التضليل الرقمي لم يعد مجرد معلومات خاطئة عشوائية، بل أصبح صناعة متكاملة، تقوم على استراتيجيات معقدة، وشبكات ممولة، وأدوات ذكاء اصطناعي مدربة على إنتاج محتوى زائف يصعب تمييزه عن الحقيقة، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تهدد الثقة المجتمعية، وتؤثر على استقرار الدول، وتُستخدم كسلاح في الحروب الحديثة.
وأضاف المهندس مؤمن أشرف: نحن اليوم لا نواجه فقط موجة من المعلومات المغلوطة، بل نواجه نمطًا متصاعدًا من التلاعب بالوعي الجماعي، يتم تحت أعين وخوارزميات هذه الشركات العملاقة، التي تملك الإمكانيات التقنية والموارد البشرية لرصد ومنع هذه الحملات، لكنها تتقاعس بدعوى حرية التعبير، أو توازن السوق، أو عدم تدخلها في المحتوى، رغم أن الواقع يثبت تدخلها عندما يتعارض مع مصالحها.
وأكد الخبير الدولي لأمن وتكنولوجيا المعلومات، أن الحل لا يكمن فقط في حملات توعية محدودة أو نشر تحذيرات على المنشورات، بل في وجود إرادة حقيقية من هذه الشركات للحد من انتشار المحتوى الزائف، وذلك عبر تطوير تقنيات الرصد التلقائي، والتعاون مع الجهات الأكاديمية والمؤسسات البحثية المستقلة، ووضع قواعد شفافة لمراجعة المحتوى.
واختتم المهندس مؤمن أشرف تصريحاته بدعوة الحكومات والمؤسسات الدولية إلى عدم ترك هذا الملف في يد الشركات وحدها، مؤكدًا أن الأمن المعلوماتي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي للدول، وأن تقاعس هذه المنصات عن تحمل مسؤولياتها يُلزم المجتمع الدولي بوضع أطر تشريعية وأخلاقية حازمة، تضمن سلامة المجال الرقمي، وتحمي العقول من الغرق في مستنقع التضليل.