ما هو الدعاء الذي يدعو به المسلم لعلاج الأرق؟ الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المصرية عما ورد إليها من سؤال ما هو الدعاء الذي يدعو به المسلم لعلاج الأرق؟ وأجابت أن الأرق هو السهر وامتناع النوم ليلًا، وقد ورد في السنة النبوية ما يعين على زواله؛ فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَكَا خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَنَامُ اللَّيْلَ مِنَ الأَرَقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ أَنْ يَبْغِيَ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلا إِلَهَ إِلا أَنْتَ» أخرجه الترمذي في سننه.
فضل الدعاء في الإسلام:
1. عبادة عظيمة: الدعاء من أعظم العبادات، فقد قال النبي ﷺ: “الدعاء هو العبادة”.
2. سبب في رفع البلاء: الدعاء قد يرفع البلاء قبل أن ينزل، أو يخففه بعد نزوله.
3. يقرّب العبد من ربه: فيه تذلل وخضوع لله، مما يزيد من قوة العلاقة الروحية بين العبد وربه.
4. سبب لمغفرة الذنوب: الدعاء الصادق المتضرع قد يكون سببًا لمغفرة الذنوب والعتق من النار.
5. مفتاح للرزق والخير: الدعاء يجلب الرزق، ويفتح أبواب الخير والبركة في الحياة.
6. يحقق الأمن النفسي: الدعاء يُشعر الإنسان بالطمأنينة والسكينة ويقلل من القلق والخوف.
7. لا يُرد سدى: فإما أن يُستجاب كما هو، أو يُدخر لصاحبه في الآخرة، أو يُصرف به شر.
8. سلاح المؤمن في كل وقت: سواء في الرخاء أو الشدة، يظل الدعاء وسيلة الاتصال بالله في كل الظروف.
9. من أسباب النصر والتوفيق: دعت به الأنبياء، وكان سببًا في نصرتهم وتوفيقهم في حياتهم.
10. علامة على التوكل والإيمان: الدعاء يعكس ثقة العبد بقدرة الله، وتسليمه الكامل لمشيئته
الاستغفاروقت السحر:
قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟”
(رواه البخاري ومسلم)
الاستغفار وقت السحر هو لحظة صفاءٍ روحي، يجد فيها القلب الطمأنينة، والنفس السلام، والروح قُربًا من الله. هو وقتٌ تتنزل فيه الرحمات، ويُفتح فيه باب الأمل لكل مهموم، ومريض، ومكروب، وطامح إلى التوبة والتغيير.
ومن أعظم ما يُقال في هذا الوقت المبارك:
• “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.”
• “اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، أوله وآخره، علانيته وسره.”
• “رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم.”
• “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني.”
• “اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت… فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.” (سيد الاستغفار – رواه البخاري)
وليس الاستغفار مجرد طلب للمغفرة، بل هو أيضًا سبب للرزق، كما قال تعالى في سورة نوح:
“فقلتُ استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا، يُرسل السماء عليكم مدرارًا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارًا” [نوح: 10-12].
ففي هذا الوقت، تتجدد النية، وتُمحى الخطايا، وتُكتب الأجور، ويُفتح باب التوبة لكل من طرقه. اجعل لك نصيبًا من سحر كل ليلة، ولو بدقائق من الاستغفار بقلب خاشع، فإنها قد تكون اللحظة التي يُغيّر الله بها قدرك، ويفتح لك بها أبواب الفرج والرحمة
صيغ وردت في السنة النبوية (موثوقة وثابتة)
1. سيد الاستغفار (أفضلها وأكملها):
“اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.”
رواه البخاري
2. صيغ موجزة مأثورة:
– “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.”
– “اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقّه وجله، أوله وآخره، علانيته وسره.”
– “رب اغفر لي وتب عليّ، إنك أنت التواب الرحيم.”
صيغ قرآنية للاستغفار والدعاء
1. من دعاء سيدنا آدم:
﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
— [الأعراف: 23]
2. استغفار نوح لقومه وما فيه من فضل الرزق:
﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا • يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا • وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ…﴾
— [نوح: 10–12