خبير: الساعات القادمة ستكون حاسمة من أجل وقف إطلاق النار في غزة | فيديو

قال الدكتور محمد ربيع الديهي، الخبير في العلاقات الدولية، إن المباحثات الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تناولت بشكل أساسي تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وسبل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب ملف الأسرى لدى حركة حماس.
وأوضح الديهي، خلال مداخلة هاتفية على فضائية"إكسترا نيوز"، أن الجانب الإسرائيلي يواجه ضغوطًا داخلية كبيرة بشأن ملف الأسرى، ويحاول تحقيق مكاسب سياسية وميدانية للخروج من القطاع بمظهر المنتصر، مشيرًا إلى أن التفاهمات التي يتم التفاوض حولها تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت قد يمتد لـ60 يومًا.
وأكد الديهي، أن مصر تلعب دورًا محوريًا في جهود الوساطة، مشيرًا إلى أن اتصال وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي بنظيره الألماني يوهان فادفول يأتي في إطار التنسيق المصري الأوروبي للضغط على الاحتلال من أجل وقف دائم لإطلاق النار.
ولفت إلى أن مصر تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، وتسعى لحلحلة الوضع من خلال رؤية شاملة تشمل الإعمار والمساعدات والانتقال نحو حل الدولتين.
وأكد خبير العلاقات الدولية، علي أن الساعات القادمة ستكون حاسمة، وأن استمرار العدوان الإسرائيلي يمثل خرقًا واضحًا لاتفاقات التهدئة والقانون الدولي، وسط رفض واسع لمحاولات تهجير سكان غزة قسرًا أو طوعًا.
ومن ناحية أخرى،حذر الباحث السياسي الدكتور شفيق التلولي ، من أن المنطقة تقف على "حافة الهاوية"، معتبراً أن أي تأخير في التوصل لاتفاق قد يفجر الوضع من جديد ويزيد من معاناة المدنيين في قطاع غزة، الذين يشيِّعون يومياً عشرات الضحايا تحت القصف الإسرائيلي والحصار المفروض منذ أشهر في ظل التصعيد الميداني المستمر وتعقيدات المفاوضات الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل.
وأوضح التلولي في مداخلة هاتفية لقناة " القاهرة الإخبارية " موقف المفاوضات الراهن، مشيراً إلى أن المحادثات تسير باتجاه اتفاق لكن بشروط إسرائيلية تفرضها واشنطن على حماس، بينما تل أبيب تماطل وتعيد طرح شروطها القديمة تحت ذرائع مختلفة.
غزة تنتظر اتفاقاً للتنفس
وأكد التلولي أن الوضع الإنساني في غزة كارثي بكل المقاييس، حيث قُتل أكثر من 450 فلسطينياً منذ بدء جولة المفاوضات الأخيرة، فضلاً عن تدهور الظروف المعيشية بسبب الحصار والجوع والأمراض، مضيفًا أهل غزة ينظرون إلى الدوحة وواشنطن بأمل إنهاء هذا الفصل الرهيب من القتل والتدمير، لكن الإسرائيليين يواصلون تعنتهم، بينما الأمريكان يضغطون على حماس لقبول شروط تل أبيب.
وأشار إلى أن إسرائيل، رغم موافقتها المبدئية على مقترح "تكافؤ" الذي طرحه الوسيط الأمريكي، عادت لتشترط تعديلات جديدة، خاصة فيما يتعلق بانسحاب قواتها من محاور مثل "موراج"، وإعادة انتشارها في القطاع، وهو ما يعتبره التلولي مناورة لاستئناف الحرب لاحقاً.
الولايات المتحدة: بين ضغط نتنياهو ورغبة ترامب في "نصر سياسي"
وكشف التلولي عن تناقض الموقف الأمريكي، الذي كان يروج لاتفاق وشيك، قبل أن يطالب حماس بالتخلي عن مطالبها الأساسية، مثل ضمان وقف دائم للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية. وفسّر ذلك بالضغوط التي يمارسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إدارة الرئيس جو بايدن، وكذلك رغبة الأخير في تحقيق إنجاز سياسي قبل الانتخابات الأمريكية.
وقال: ترامب يريد استثمار التوتر الإقليمي، خاصة بعد المواجهة مع إيران، لدفع اتفاق يحقق له مكاسب داخلية، ربما كجائزة نوبل أو كتوطيد لموقفه الانتخابي، لكنه يواجه معضلة كيف يوازن بين دعم نتنياهو وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة.