عاجل

محمد صلاح: حادث الإقليمي كشف تقصير الإعلام في معالجة القضايا الجوهرية

الكاتب محمد صلاح
الكاتب محمد صلاح

انتقد الكاتب الصحفي محمد صلاح أداء وسائل الإعلام المصرية في تغطيتها لحادث الطريق الإقليمي الذي خلّف صدمة واسعة في الشارع المصري، مؤكدًا أن المعالجة الإعلامية اتسمت بالسطحية والتركيز على الجدل السياسي، بدلًا من الغوص في الجوانب الاجتماعية العميقة التي كان ينبغي أن تحظى بالأولوية في التغطية.

الإعلام انشغل بالسياسة 

وخلال حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر في برنامج آخر النهار على قناة "النهار"، قال محمد صلاح: "الاهتمام الإعلامي تركز على الهجوم أو الدفاع عن شخصيات بعينها، ولم يتم توجيه الجهد الصحفي الحقيقي نحو تحليل جذور المشكلة أو الوقوف على الأبعاد الإنسانية للواقعة".

وأضاف محمد صلاح أن حادث الطريق الإقليمي كان فرصة ذهبية لفتح ملفات اجتماعية هامة، وفي مقدمتها تشغيل الفتيات في الحقول الزراعية، وظروف عملهن الصعبة، متسائلًا: "من المسؤول عن لجوء الأسر إلى إرسال الفتيات بدلًا من الرجال لجمع المحاصيل؟ وأين القانون من حماية هؤلاء العاملات؟".

غياب التحقيقات المعمّقة 

وأوضح محمد صلاح أن وسائل الإعلام فشلت في تقديم تحقيقات صحفية معمقة تشرح خلفيات الحادث، وتكشف العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي دفعت إلى مثل هذا الواقع، مشددًا على أن الاكتفاء بعرض تفاصيل المحاكمة أو الحديث القانوني لا يفي بالغرض.

وأكد محمد صلاح أن الحادثة لم تكن فقط "واقعة سير"، بل مرآة لأزمة اجتماعية واقتصادية مركّبة، كان يجب أن تُفتح من خلالها نقاشات حقيقية حول الفقر، وسوء التوزيع، ومحدودية فرص العمل الكريمة للفتيات في المناطق الريفية.

الإعلام الوطني مطالب 

وأشار محمد صلاح إلى أن هناك إعلامًا خارجيًا مغرضًا يستغل كل أزمة تقع في مصر لتوجيه رسائل تشويه وتحريض ضد الدولة، مؤكدًا أن مواجهة هذا النوع من الإعلام لا تكون بالدفاع فقط، بل بـ"الهجوم المهني"، من خلال كشف الحقائق كاملة وتقديم الصورة المتكاملة للمجتمع والرأي العام.

وقال محمد صلاح: "الإعلام الوطني يجب أن يتجاوز منطق التبرير، ويتحرك بفعالية عبر طرح الأسئلة الشجاعة، والاقتراب من الضحايا، والبحث عن الأسباب، وليس فقط عرض النتائج".

الإعلامي خالد أبو بكر
الإعلامي خالد أبو بكر

السوشيال ميديا تعبّر

وتطرق محمد صلاح إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في التفاعل مع الحادث، مشيرًا إلى أنها أدّت دورًا عاطفيًا في التعبير عن الغضب والتضامن، لكنها لم تقم بالدور المهني الحقيقي، ولم تستخدم أدواتها لكشف الحقائق أو مواجهة الهجمات الإلكترونية المنظّمة ضد الدولة.

وطالب محمد صلاح بخطة إعلامية واضحة لمواجهة الأزمات، تشمل الإعلام التقليدي والرقمي، مؤكدًا أن التحرك العشوائي لن يصمد أمام الحملات المنظمة التي تستهدف صورة الدولة المصرية في الخارج.

تم نسخ الرابط