عاجل

انهيار سقف ضريح "الست الوالدة" بدمياط.. الإهمال يهدد أحد المعالم التاريخية

صورة الضريح
صورة الضريح

في واقعة تعكس الإهمال الجسيم الذي تتعرض له الآثار والمزارات الدينية في محافظة دمياط، انهار جزء من سقف ضريح "الست الوالدة" الكائن بحي المنتزه بمدينة دمياط، ما أدى إلى إغلاقه بشكل كامل أمام الزوار والمريدين، وذلك بعد أن أصبحت حالته تمثل خطراً حقيقياً على حياة المواطنين.

الضريح، الذي يُعد واحداً من أبرز المعالم الصوفية والدينية في دمياط، ظل لسنوات طويلة مقصداً روحانياً للزوار من داخل المحافظة وخارجها، خاصة في المناسبات الدينية، إلا أن غياب الصيانة الدورية وافتقار المكان لأي أعمال ترميم حقيقية طوال السنوات الماضية، تسببا في تدهور حالته بشكل متسارع، حتى وصل الأمر لانهيار أجزاء من السقف الداخلي، وتساقط بعض قطع الجبس والخشب.

وعقب الواقعة، قام الشخص المسؤول عنه بإغلاق الضريح تمامًا، حفاظًا على أرواح المواطنين، في ظل المخاوف من سقوط أجزاء أخرى من السقف أو الجدران. وقد أبدى الأهالي استياءهم الشديد من هذا القرار، رغم تفهمهم لدواعي السلامة، مؤكدين أن السبب الحقيقي هو الإهمال والتقاعس عن إجراء الترميمات الضرورية رغم المطالبات المتكررة على مدار السنوات الماضية.

يقول أحد سكان المنطقة، إن "الضريح يمثل قيمة تاريخية وروحية كبيرة لأهالي دمياط، ولا يمكن السكوت على تركه يتعرض لهذا المصير دون تدخل عاجل. الجهات المختصة تعلم بحالة التهالك التي وصل إليها الضريح، ولم تتحرك إلا بعد وقوع الكارثة."

وأضاف آخر أن "المكان لا يقتصر فقط على كونه مزاراً دينياً، بل يمثل جزءاً من الذاكرة الشعبية لدمياط، ويرتبط بتاريخ طويل من التقاليد والمناسبات الدينية، التي تجمع بين أبناء المجتمع."

من جانبها، طالبت عدد من الجمعيات المهتمة بالتراث وقيادات شعبية بدمياط، بفتح تحقيق موسع في الواقعة، ومحاسبة المسؤولين عن التقاعس في ترميم الضريح، مع ضرورة إدراجه ضمن خطة عاجلة لترميم الآثار والمزارات الدينية بالمحافظة.

ويطرح انهيار سقف ضريح "الست الوالدة" تساؤلات كثيرة حول مصير عشرات المزارات التاريخية الأخرى التي تعاني من نفس الإهمال في دمياط، والتي قد تواجه نفس المصير إذا لم تتحرك الجهات المعنية سريعًا لوضع خطة إنقاذ شاملة.

ختامًا، تبقى أرواح المواطنين وسلامة التراث في مهب الريح، ما لم يتم التعامل مع هذه المواقع الدينية والتاريخية باعتبارها جزءاً من هوية الوطن، تستحق الحماية والدعم والصيانة الدورية، لا أن تُترك لمصيرها المؤلم تحت ركام الإهمال.

تم نسخ الرابط