الهاتف الذكي والإدمان الصامت.. استشاري: خطر متزايد يهدد المراهقين والأسرة

ناقش برنامج "هذا الصباح" المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، مع قضية تلامس كل بيت مصري، وهي "الإدمان الصامت" للهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين فئة المراهقين. أصبحت هذه الأجهزة الرقمية شريكًا دائمًا في حياة الأبناء، بل وأحيانًا بديلًا عن الحوار والتواصل الأسري الحقيقي.
وخلال الحلقة، سلطت الدكتورة صفاء حمودة الضوء على هذا النوع من الإدمان، واصفة إياه بـ"القاتل الصامت"، لما له من تأثيرات نفسية وسلوكية لا تقل خطرًا عن إدمان المواد المخدرة.
المراهقون في قلب الخطر
أوضحت صفاء حمودة أن المراهقين هم الفئة الأكثر عرضة للإدمان الرقمي، وذلك بسبب طبيعة المرحلة العمرية التي يمرون بها، حيث يكون النمو النفسي والعصبي في ذروته، ما يجعلهم أكثر تأثرًا بالمحفزات الرقمية.
وأشارت إلى أن أعراض هذا الإدمان تشمل: "اضطرابات النوم، التوتر والقلق، الاكتئاب وضعف التركيز، صعوبة التحكم في الانفعالات، السلوكيات الانسحابية، الانعزال عن التفاعل الأسري والاجتماعي؛ كل هذه الأعراض تؤدي إلى حالة من الانفصال التدريجي عن الواقع، ما يجعل التدخل المبكر ضرورة ملحة.
الخوارزميات الذكية
أكدت صفاء حمودة أن منصات التواصل الاجتماعي تعتمد على خوارزميات ذكية ترصد تفاعلات المستخدمين، وتعمل على إبقائهم أطول فترة ممكنة أمام الشاشات.
وتابعت صفاء حمودة: "هذه الخوارزميات تُخصص المحتوى بناءً على اهتمامات الفرد واستجاباته البصرية والصوتية، ما يؤدي إلى نوع من التعلّق القهري الذي يبدأ بشكل عادي، لكنه سرعان ما يتحول إلى اعتماد نفسي وسلوكي مزمن."
مؤشرات مزيفة لتقدير الذات
تناولت صفاء حمودة جانبًا نفسيًا بالغ الأهمية، وهو تأثير تفاعل الآخرين على تقييم المراهق لذاته، موضحة أن كثيرًا من الشباب أصبحوا يقيسون قيمتهم الذاتية بعدد "اللايكات" و"الشير" على منصات السوشيال ميديا.
وأضافت صفاء حمودة: "المراهق لم تتبلور صورته الذاتية بعد، وفي ظل هذا الفراغ النفسي، يصبح عرضة للانهيار عند غياب التفاعل أو النقد السلبي، ما يسبب إحباطًا عميقًا وفقدانًا للثقة بالنفس".

دعوة للحوار والانتباه الأسري
في ختام حديثها، دعت صفاء حمودة الأسر المصرية إلى تعزيز ثقافة الحوار داخل المنزل، وتقليل الاعتماد على الشاشات في التواصل اليومي، مشيرة إلى أن البديل ليس المنع القسري، بل الاحتواء والمراقبة الواعية، وإيجاد بدائل واقعية تُشبع احتياجات الأبناء النفسية والاجتماعية، قبل أن يقعوا في فخ "الإدمان الصامت" الذي قد يُجهز على مستقبلهم دون أن نشعر.