بين الحظر والرسوم | لماذا أفلتت مصر من قرارات ترامب.. هل قناة السويس السر؟

رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذت قرارات صارمة تجاه عدد من الدول، سواء عبر فرض رسوم جمركية علي بعض الدول في شمال إفريقيا أو حظر سفر، فإن مصر ظلّت خارج دائرة تلك القيود، وهو ما يطرح تساؤلات عن طبيعة العلاقة بين البلدين، والأسباب الجيوسياسية والاقتصادية وراء هذا الاستثناء.
1. علاقة استراتيجية متينة بين مصر والولايات المتحدة
في تصريحات لترامب من داخل البيت الأبيض، وصف مصر بأنها "شريك مقرّب" وأشاد بقدرتها على "السيطرة على الأمور"، في إشارة إلى الاستقرار السياسي والأمني مقارنة بدول أخرى شملها حظر السفر.
وقال ترامب عن دولة مصر: "مصر شريك مقرّب وتسيطر على الأمور"، إشارة واضحة إلى الثقة في القيادة المصرية ودورها في محاربة الإرهاب، خاصة في سيناء.
مصر تلعب دوراً محورياً في استقرار المنطقة، سواء في محاولة وصول إلى هدنة في قطاع غزة ووقف الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس، بالإضافة إلى أنها تتدخل في وقف الحروب في الشرق الأوسط مثل السودان وملفات أخرى مثل ليبيا أيضًا.
2. قناة السويس: ورقة استراتيجية بيد مصر
قناة السويس ليست مجرّد ممر ملاحي عالمي، بل هي أداة ضغط ناعمة بيد الدولة المصرية، ومن بين الأسباب غير المعلنة التي قد تفسّر تجنب أي تصعيد أمريكي ضد القاهرة:
أهمية قناة السويس لأمريكا: تمر منها عشرات السفن التي تخدم المصالح التجارية والعسكرية الأمريكية في آسيا والخليج.
في حال فرضت أمريكا رسومًا أو قرارات ضد مصر، فإن القاهرة يمكنها الرد برفع رسوم العبور أو زيادة القيود على السفن الأمريكية.
البديل الوحيد لقناة السويس هو الإبحار حول "رأس الرجاء الصالح" بجنوب أفريقيا، ما يضيف 10-14 يومًا إلى الرحلة وكلفة وقود مضاعفة، إذن، مصر تمتلك ورقة ضغط حيوية تمس المصالح الأمريكية الاستراتيجية، وهو ما يجعل اتخاذ قرارات عدائية تجاهها أمرًا باهظ الثمن.
3. مقارنة مع دول شملها الحظر
الدول التي شملها حظر السفر مثل ليبيا، اليمن، السودان، أو إيران، تعاني من:
اضطرابات داخلية أو حروب أهلية.
ضعف في الأنظمة الأمنية وعدم القدرة على ضبط الحدود.
توتر دبلوماسي مع واشنطن.
في المقابل، مصر لديها مؤسسات أمنية قوية وعلاقات استخباراتية نشطة مع واشنطن، وتعاون وثيق في ملفات مكافحة الإرهاب، فالخلاصة بأن مصر لم تكن في مرمى الرسوم أو الحظر الأمريكي لعدة أسباب:
شراكة استراتيجية وتاريخية بين القاهرة وواشنطن.
ثقة الإدارة الأمريكية في القيادة المصرية واستقرارها الداخلي.
أهمية قناة السويس كممر حيوي لا يمكن الاستغناء عنه.
عدم وجود أسباب أمنية أو سياسية تستدعي التصعيد ضد مصر.
لذلك، تجنّب ترامب أي قرارات قد تضر بالعلاقة مع القاهرة، بل اعتبرتها جزءًا من التحالف الإقليمي الذي يخدم المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.