عاجل

تفاصيل شروط الهدنة بين حماس وإسرائيل ونقاط الخلاف.. كواليس خفية وطريق شائك

حماس وإسرائيل
حماس وإسرائيل

 

تتسارع وتيرة الاتصالات السياسية خلف الكواليس بين الأطراف المعنية، وسط مؤشرات قوية على اقتراب التوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، وضغوط من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

بنود الهدنة المقترحة:

كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية أن المقترح المطروح حاليًا يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، مقابل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء وإعادة جثث 18 رهينة قتيلًا من قبل حركة حماس.

وفي المقابل، وافقت إسرائيل "مبدئيًا" على عدد من التسهيلات، من أبرزها:

السماح لقطر بضخ مساعدات مالية وإعادة إعمار غزة خلال فترة الهدنة، كإشارة إلى جدية نيتها إنهاء الحرب.

تقديم خريطة محدثة لنشر قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع، تتضمن انسحابات جزئية من بعض المناطق، دون تحديد مصير "محور موراغ" الاستراتيجي.

شروط حركة حماس:

وفقًا لبيانات وتصريحات صادرة عن الحركة ومصادر قريبة من المفاوضات، فإن شروط حماس تتضمن:

انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بما يشمل محور "موراغ".

تدفق حر وآمن للمساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق القطاع.

ضمانات دولية واضحة ومكتوبة لإنهاء الحرب بشكل دائم، وليس فقط هدنة مؤقتة.

رفض أي صيغة تهدف إلى إنشاء مناطق عازلة أو "مدن إنسانية" تفصل السكان عن أراضيهم.

كما أكدت الحركة أنها وافقت، ضمن الروح الإيجابية للمفاوضات، على إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين في إطار الخطوات التمهيدية.

شروط إسرائيل:

في المقابل، تتمسك إسرائيل بعدة شروط رئيسية، أبرزها:

نزع سلاح حركة حماس كشرط لوقف دائم لإطلاق النار بعد فترة التهدئة.

إنشاء آلية بديلة لتوزيع المساعدات لا تمر عبر مؤسسات تابعة لحماس، لمنع "استغلالها" وفقًا لتوصيف الحكومة الإسرائيلية.

الإبقاء على تواجد عسكري جزئي في محور موراغ لضمان ما تسميه "فلترة أمنية" للسكان العائدين إلى رُكام رفح.

ربط أي خطة إعادة إعمار بوجود دول عربية داعمة، بينما ما تزال السعودية والإمارات ترفضان المساهمة دون التزام إسرائيلي صريح بإنهاء الحرب.

نقاط الخلاف الأساسية:

محور موراغ: لا تزال هذه المنطقة المفصلية جنوب غزة، التي تسعى إسرائيل للإبقاء على سيطرة جيشها عليها، تمثل العقدة الأبرز في المفاوضات. وتصر حماس على انسحاب كامل منها.

ضمانات الهدنة: تطالب حماس بضمانات دولية مكتوبة، بينما ترفض إسرائيل تقديم تعهدات تعتبرها "مقيدة" لحرية تحركها العسكري لاحقًا.

آلية المساعدات: إسرائيل ترفض عودة آلية التوزيع السابقة، متهمة حماس بإساءة استخدامها، بينما تطالب الحركة بحرية توزيعها دون تدخل إسرائيلي.

التحركات الدبلوماسية وكواليس الوساطة:

عُقد هذا الأسبوع اجتماع ثلاثي سري في البيت الأبيض، ضم مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وقطريين، بهدف تذليل العقبات أمام الصفقة، وقدمت إسرائيل خلال الاجتماع خريطة جديدة لمواقع قواتها في غزة استجابة لضغوط أمريكية مباشرة، وخاصة من الرئيس ترامب، الذي أعلن مؤخرًا تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق "هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل".

في السياق ذاته، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع لوكالة "رويترز" أن "التوصل إلى اتفاق واقعي خلال يوم واحد غير ممكن، لكننا نقترب"، مضيفًا: "إذا لم تُلقِ حماس سلاحها، سنستأنف عملياتنا العسكرية".

موقف المجتمع الدولي:

قطر تلعب دور الوسيط المركزي، وتسعى لإقناع حماس بالمضي نحو تسوية طويلة الأمد.

السعودية والإمارات ترفضان المساهمة في إعمار غزة قبل التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب.

واشنطن تمارس ضغوطًا متزايدة على الطرفين لدفعهما نحو التهدئة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.

ورغم صعوبة المشهد وتعقيد الشروط المتبادلة، إلا أن ما يجري خلف الأبواب المغلقة يُظهر تحولاً ملحوظًا في مواقف بعض الأطراف، ما يعزز فرضية التوصل إلى هدنة مؤقتة خلال أيام، لكن مصيرها يظل مرهونًا بمدى استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات فعلية، وبقدرة الوسطاء على ضمان تطبيقها.

تم نسخ الرابط