عاجل

خبير ساسي: سياسة ترامب بأشكالها المتناقضة بشأن الملف النووي خطة مدروسة

ترامب
ترامب

قال خبراء إن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع إيران، بأشكالها المتناقضة في التعامل مع الملف النووي الإيراني؛ هي خطة مدروسة تهدف إلى ترويض طهران.

وأضاف الخبراء إن ذلك يتضح في ظل المسارات الجارية من ضمنها أنباء عن إعطاء "ضوء أخضر" جديد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب إيران. يتم الحديث عن استئناف المفاوضات، الأسبوع المقبل.

ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري، إن ما يصنف على أنه تناقضات من ترامب هو عبارة عن خديعة استراتيجية وتبادل أدوار مدروس وليس تخبطًا من واشنطن، ولا سيما أن لا شيء تقوم به إسرائيل دون التنسيق مع الولايات المتحدة وتزويد "تل أبيب" بالإمكانيات اللازمة.

اتفاق ترامب مع تل أبيب

وأوضح "الياسري"، أن ترامب متفق مع تل أبيب في عملية ترويض إيران وخداعها استراتيجيا لكي لا تتهيأ للضربة وإفساح المجال لإسرائيل لتنفيذ الصدمة ثم إخضاع طهران لاستسلام غير مشروط.

وذكر أن، مشروع تعطيل البرنامج النووي وإلحاق أضرار به تم وأن طهران بعدما أعلنت أن مشروعها النووي تضرر، فإن ذلك يؤثر في قدراتها التفاوضية، مرجّحا الياسري، ذهاب إيران إلى التفاوض بشروط مختلفة هذه المرة على الرغم من قرارها الخاص بشكل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأشار إلى أن طموح طهران في التفاوض مجددًا، في سياق رفع جانب من العقوبات وعدم توجيه ضربات أخرى من تل أبيب وواشنطن؛ لأن ذلك على الأقل سيجعلها تحافظ على مشروعها النووي السلمي.

ويعتقد الياسري أن شروط التفاوض ستتغير بين الطرفين في الجلسات المقبلة؛ حيث سيكون التفاوض الإيراني على رفع العقوبات وإمكانية طرح تعويضات مالية عن الضربات التي لحقت بالمفاعلات النووية الثلاثة في حرب الـ12 يومًا، وهو ما ستتعامل به واشنطن بالذهاب إلى اتفاق ينزع نقاط القوة التي تتمسك بها طهران في برنامجها.

انتزاع الامتيازات

ويرى الباحث في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد المذحجي، أن ترامب يستخدم هذه التناقضات لانتزاع العديد من الامتيازات من الطرف الآخر، أنه بعد أن تمكنت الولايات المتحدة وإسرائيل عبر أجهزة أمنية داخل إيران من القضاء على جزء من قادة الحرس الثوري وساسة محافظين كانوا يعارضون الاتفاق مع الولايات المتحدة، أصبح الاتفاق في الطريق.

 وبحسب "المذحجي" فإن الأمور، الآن باتت جاهزة لعقد جولة أخرى من المفاوضات، معتقدًا أن التوافق سيكون حاضرًا بين واشنطن وطهران وسط احتمالات قوية بانفتاح أمريكي على إيران، في ظل فرض قواعد جديدة من واشنطن وحالة من الضغط الأكبر بجانب إزالة أشخاص في الحكم الإيراني عسكريا وسياسيا كان تعرقل الكثير من عمليات التواصل.

ولفت "المذحجي" إلى أن الكثير من المعطيات الحقيقة بعيدًا عن ما يدور من تراشق إعلامي طبيعي، تؤكد هذا، وأن الجولة التفاوضية بعد حرب الـ12 يومًا ستكون أسهل بكثير، مقارنة بالجولات التي سبقت الحرب بعد تحييد قطاع كبير ممن كانوا يرفضون الاتفاق مع الولايات المتحدة بجانب المستجدات بعد الضربات التي أثرت بشكل فعلي في إيران ولا سيما في البنية التحتية لبرنامجها النووي.

تم نسخ الرابط