من التعاطف مع بوتين إلى تسليح كييف.. ما وراء التحول المفاجئ في موقف ترامب؟

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه إرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، رغم إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تعليق بعض الشحنات العسكرية في وقت سابق.
ويأتي هذا التعهد ليطرح تساؤلات حول ما إذا كان يمثل تحوّلًا في نهج ترامب تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، لا سيما في ظل مواقفه السابقة التي وُصفت بالمتساهلة مع الكرملين.
من جهته، أكد متحدث باسم البنتاجون أن الوزارة، بتوجيه من ترامب، تعمل على إرسال معدات عسكرية دفاعية إضافية إلى كييف، لضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها في مواجهة "الضربات الروسية المكثفة".
وأشار إلى أن تقييم ترامب للشحنات العسكرية "لا يزال ضمن إطار مبدأ أمريكا أولًا"، ما يعكس استمرار الحذر في تخصيص الموارد الدفاعية الأمريكية.
الغضب من بوتين ودوافع التحول
وبحسب تقرير لمجلة نيوزويك، فإن تصريحات ترامب قد تكون ناتجة عن إحباطه من عجز الطرفين عن التوصل إلى تسوية سريعة للنزاع، إضافة إلى "رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبول وقف إطلاق النار المقترح من واشنطن".
ويرى مراقبون أن قرار تعليق الشحنات في البداية ربما كان مناورة للضغط على موسكو، لكن رفض بوتين التعاون اعتُبر "إهانة مباشرة"، دفع ترامب إلى تغيير موقفه.
صراع داخلي أم مناورة تفاوضية؟
وأشارت المجلة إلى وجود تباين بين ترامب والبنتاجون، حيث اعتُبر قرار التعليق خطوة اتُخذت دون التنسيق مع الرئيس، ما يعكس وجود خلافات داخل الإدارة بشأن طريقة التعامل مع الحرب.
ورجّح بعض الخبراء أن ترامب أراد عبر هذه الخطوة أن يُظهر لبوتين استعداد واشنطن لسحب الدعم من كييف، مقابل اتفاق مؤقت لوقف النار.
وأكد ترامب، الذي تعرض سابقًا لانتقادات بسبب ما وُصف بـ"لينه" مع بوتين، مؤخرًا أن أوكرانيا يجب أن تظل قادرة على الدفاع عن نفسها، معتبرًا أن رفض بوتين لوقف إطلاق النار تصعيد خطير وغير مقبول.
وقالت نيوزويك إن هذا التغيير في اللهجة يُعد "مرحلة جديدة في موقف ترامب" من الحرب.
ورغم التعهد الجديد، لا تزال إدارة ترامب مترددة في تسليم بعض المعدات الحساسة مثل بطاريات "باتريوت" الدفاعية، وتضغط على الحلفاء الأوروبيين لتكثيف مساهماتهم العسكرية، لتقاسم العبء في دعم أوكرانيا.
قلق أوكراني وترقّب للقاء روما
وفي خضم هذا الغموض، تنتظر كييف وضوحًا أكبر بشأن الدعم الأمريكي، خاصة بعد الإعلان عن لقاء مرتقب هذا الأسبوع في روما بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومبعوث ترامب كيث كيلوغ.
وتأمل أوكرانيا في الحصول على ضمانات واضحة بشأن استمرارية الدعم العسكري في ظل تطورات ميدانية متسارعة.
ورغم إعلان ترامب، لا تزال هناك شكوك حول كمية ونوعية الأسلحة التي ستقدمها واشنطن، ومدى قدرتها على تغيير معادلة الصراع. وتبقى التساؤلات قائمة: هل هذا التحول مجرد رد فعل مؤقت، أم بداية لاستراتيجية جديدة تجاه الحرب في أوكرانيا؟