عاجل

زوجات الزعماء في دائرة الضوء.. من عروض الأزياء إلى ساحات الجدل السياسي

زوجات أثرن الجدل
زوجات أثرن الجدل

بين دهاليز الحكم وكواليس القرار، لم تكن السلطة يومًا حكرًا على الزعماء وحدهم، فبعض زوجاتهم لعبن أدوارًا فاعلة، وأحيانًا مثيرة للجدل، صنعت زلازل سياسية تخطت جدران القصور الرئاسية إلى ساحات التأثير المباشر في مصائر دول.

لقد أثبتت تلك النساء أن دور "السيدة الأولى" قد لا يكون دائمًا رمزيًا أو محصورًا في المبادرات الاجتماعية، بل يمكن أن يتحول إلى عامل تأثير سياسي حاسم، سواء من خلف الستار أو في قلب المشهد.

أحيانًا، كان تأثيرهن إيجابيًا، وأحيانًا تحوّلن إلى عبء سياسي أو حتى مصدر أزمات تهدد استقرار الحكم. ففي دولٍ عدة، لم يكن الجدل محصورًا في سياسات الزعيم، بل امتد ليشمل زوجته التي أصبحت أحيانًا شريكًا صامتًا في السلطة أو خصمًا علنيًا للرأي العام.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز هذه الشخصيات النسائية التي تركت بصمتها المثيرة للجدل  في ساحات الحكم، وأعادت تعريف دور زوجة الرئيس من "رمز دعم" إلى فاعل سياسي مؤثر وأحيانًا صانع أزمات.

ماكرون وبريجيت
ماكرون وبريجيت

بريجيت ماكرون: "السيدة الأولى" التي قلبت التقاليد الفرنسية

أثارت بريجيت ماكرون الجدل منذ اللحظة الأولى التي صعد فيها زوجها، إيمانويل ماكرون، إلى الحكم. الفارق العمري بينهما (25 عامًا) أصبح حديث الإعلام الفرنسي والعالمي، وسرعان ما تحولت من معلمة سابقة إلى وجه دبلوماسي رسمي.

في الأشهر الأخيرة، تصدرت بريجيت العناوين بسبب "صفعة رمزية" لماكرون وأخرى لرفضها مساعدته على النزول من الطائرة، ما فتح باب التحليلات حول طبيعة العلاقة بينهما. كما كانت هدفًا لحملة تضليل واسعة تدعي زورًا أنها متحولة جنسيًا، وانتهت بإدانة قضائية ضد ناشري هذه الأكاذيب.

كما تعرّضت السيدة الأولى لادعاءات كاذبة تداولتها شبكات متطرفة، مثل ادعاءات بأنها متحولة جنسيًا — تم التقاضي بالقضية، وحكم القضاء بتغريم المتهمتين بتهمة التشهير في 2024

عارضة أزياء تعرض صورة مؤثرة لرئيس فرنسي سابق - 20.07.2019, سبوتنيك عربي
نيكولا ساركوزي وكارلا بروني

كارلا بروني: من عارضة أزياء إلى سيدة قصر الإليزيه

عندما تزوج الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي من كارلا بروني في 2008، أثار ذلك موجة من التساؤلات في الأوساط الفرنسية المحافظة. لم تخفِ بروني، العارضة والمغنية الإيطالية المولد،  حياتها السابقة، بل استثمرتها في تعزيز صورتها كسيدة أولى "عصرية وغير تقليدية".

واجهت انتقادات بسبب ملابسها، وآرائها، بل وحتى أغانيها التي أُعيد تحليل كلماتها في سياق سياسي. ومع ذلك، حافظت على شعبية لافتة، وشاركت في مبادرات إنسانية وثقافية، ما ساهم في تغيير نظرة الفرنسيين لدور "السيدة الأولى".

ميلانيا ترامب تنفي اتهامات بالعمل بصورة غير شرعية في الولايات المتحدة -  تايمز أوف إسرائيل
ترامب وميلانيا 

ميلانيا ترامب: الغموض، التمرد، والرسائل غير المباشرة

خلال ولاية دونالد ترامب، برزت ميلانيا ترامب كوجه إعلامي لا يُشبه من سبقنها في البيت الأبيض. اتُهمت بالبرود العاطفي تجاه زوجها في بعض المناسبات، وأثارت عاصفة من الجدل عندما ارتدت سترة مكتوبًا عليها: “I really don’t care, do u?” خلال زيارة لأطفال مهاجرين محتجزين، ما اعتُبر رسالة سياسية باردة.

ورغم أنها أطلقت حملة "Be Best" لمحاربة التنمر، إلا أن غيابها عن تصريحات حاسمة وميلها للانعزال جعلها هدفًا للانتقاد، خاصة في ظل التوترات داخل إدارة ترامب.

أسماء الأسد: الكرملين ينفي تقارير تتحدث عن طلبها الطلاق - BBC News عربي
الأسد وأسماء

أسماء الأسد: من الأمل الغربي إلى أيقونة نظام متهم بالقمع

دخلت أسماء الأخرس الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، قصر الرئاسة بصورة "عصرية" حملت وعوداً بانفتاح و"إصلاح ناعم"، خاصة أنها تحمل جنسية بريطانية وخلفية تعليمية دولية.

لكن مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تحوّل صورتها إلى واحدة من أبرز رموز البروباغندا للنظام، حيث ظهرت في تقارير تلفزيونية وهي توزع المساعدات، في وقت كانت القوات السورية تُتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة.

كما اتهمت باستخدام أموال عامة في مشتريات فاخرة، وأصبحت خاضعة لعقوبات أمريكية وأوروبية، حيث وصفتها وزارة الخزانة الأمريكية بأنها "واحدة من أكثر المستفيدين من الحرب السورية".

ليلى الطرابلسي: “امرأة الظل” التي هزّت تونس

زوجة الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، وهي من أبرز الوجوه النسائية إثارة للجدل في العالم العربي. عُرفت ليلى الطرابلسي بسطوة نفوذها وسط عائلتها، حتى لُقبت بـ"إمبراطورة الفساد"، واتُّهمت بالتحكم في التعيينات والصفقات داخل النظام، إلى أن جاءت الثورة التونسية 2011، وهربت مع زوجها إلى السعودية.

وتُتهم عائلتها بالاستيلاء على مليارات الدولارات من أموال الشعب، وهي اليوم تُعد أحد رموز "تحالف المال بالسلطة" في تاريخ الأنظمة العربية الحديثة.

زوجة الرئيس الكوري الجنوبي تجر زوجها لأزمة سياسية

وجدت زوجة الرئيس الكوري الجنوبي، كيم كيون نفسها في قلب فضيحة ضخمة بعدما تم تصويرها وهي تتلقى حقيبة يد فاخرة من ماركة "ديور"، في هدية من قس أمريكي معروف بمواقفه المؤيدة لتوثيق العلاقات مع كوريا الشمالية، ما تسبب في زيادة الضغوط السياسية على زوجها يون سوك يول، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في البلاد، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.

ما بدأ كحادثة بسيطة سرعان ما تحول إلى أزمة داخل الحزب الحاكم، حيث طالب العديد من الأعضاء الرئيس وزوجته بالاعتذار، لكن أثارت حدة الخلافات داخل حزب "سلطة الشعب" القلق حول تأثير هذه الفضيحة على حظوظ الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، تساؤلات حول سلوك زوجة الرئيس تهدد مساعي الحزب للفوز.

 

تم نسخ الرابط