عودة تدريجية للحركة الاقتصادية في مصر بعد حريق سنترال رمسيس

عادت اليوم الأربعاء عجلة النشاط الاقتصادي في مصر إلى الدوران، بعد ساعات من التباطؤ الاضطراري الذي سببه حريق سنترال رمسيس مساء الإثنين الماضي، والذي ألحق اضطرابات واسعة في خدمات الاتصالات والإنترنت والخدمات البنكية والمالية، وانتهى بإيقاف تداولات البورصة المصرية ليوم كامل.

 الاتصالات والإنترنت.. تعافٍ تدريجي وسط تحذيرات فنية

استعادت خدمات الاتصالات الأرضية والمحمولة في مصر قدرًا كبيرًا من استقرارها، بعد جهود مكثفة من وزارة الاتصالات لتحويل الحركة إلى سنترالات بديلة، وإعادة توجيه المسارات.
وأكدت الوزارة أن جميع خدمات الإنترنت والمكالمات لدى شركات الاتصالات الأربعة (أورنج، فودافون، وي، إي آند) بدأت تعود تدريجيًا إلى طبيعتها، رغم بقاء بعض المناطق المتأثرة جزئيًا، خاصة في قلب العاصمة القاهرة التي كانت الأكثر تضررًا.

وأشار مرصد نت بلوكس العالمي إلى تحسن مستوى الاتصال في البلاد، حيث ارتفعت معدلات الوصول إلى الإنترنت إلى 68% يوم الثلاثاء، مقارنة بـ44% فقط مساء الحادث.

ورغم ذلك، حذر مهندسو الشبكات من أن العودة الكاملة ستحتاج عدة أيام، مع احتمال بقاء بعض الانقطاعات المؤقتة في بعض المناطق.

 الخدمات المالية والتكنولوجية... تبدأ في التعافي

أعلنت عدة شركات كبرى في قطاع الخدمات المالية والتكنولوجيا عن عودة تدريجية في أنظمتها:

فوري: أكد الرئيس التنفيذي أشرف صبري أن تأثير الحادث على الشبكة كان محدودًا بنسبة 30-35% فقط، بينما طمأن مسؤول الاستثمار حسن عبد الجليل بأن "لا توجد مشاكل تُذكر حاليًا".

إي فاينانس: أكدت الشركة المملوكة للدولة أن أنظمتها تعمل بكفاءة، مشيرة إلى أن أي تأخير ناتج عن مشكلات الاتصال الخارجي فقط.

منظومة نافذة الجمركية: واصلت العمل من خلال الأنظمة الورقية والإنترنت الهوائي لضمان استمرار الإفراج الجمركي دون توقف.

البورصة المصرية تستأنف التداول

بعد إيقاف استثنائي لجلسة الثلاثاء، استأنفت البورصة المصرية جلساتها صباح اليوم الأربعاء، في أجواء من الحذر والتنظيم، عقب تأكيد شركات السمسرة استعادة الاتصال بمنظومة التداول.

وأشارت البورصة في بيان رسمي إلى أن قرار الإيقاف السابق جاء لحماية المستثمرين، وتم بالتنسيق الكامل مع الجهات المنظمة للسوق. كما أعلنت شركتا فوري وراية انتظام خدماتهما بشكل طبيعي، بعد تأثر محدود جراء العطل.

 الحكومة: لا فقد للبيانات.. والخدمة ستعود بالكامل خلال ساعات

طمأن وزير الاتصالات د. عمرو طلعت المواطنين بأن الخدمات ستعود بالكامل خلال 24 ساعة، موضحًا أنه تم توجيه الخدمة إلى مسارات بديلة، مؤكدًا أن "مصر لا تعتمد على سنترال واحد فقط".
وأشار إلى أن سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة لبضعة أيام، لحين انتهاء أعمال الإصلاح والتأمين.

من جانبه، أوضح وزير الشؤون النيابية المستشار محمود فوزي، خلال جلسة مجلس النواب، أن جميع البيانات محفوظة بنسخ احتياطية مؤمنة، وأن قطع الخدمات تم بشكل منظم لتفادي انتقال الأعطال.
وأشار إلى تأثر نحو 50 ألف عميل في محيط السنترال بشكل مؤقت، مؤكداً أن الخدمات المصرفية والتموينية والإدارية بدأت العودة تدريجيًا.

وفي مشهد لافت، حظي الحريق بتغطية إعلامية مباشرة وشفافة من وسائل الإعلام المحلية، التي تابعت الحدث من موقعه، ورصدت تطورات جهود الإطفاء والإنقاذ وتحركات أجهزة الدولة لاحتواء الأزمة.

وتعد  عودة الخدمات تدريجيًا في مختلف القطاعات تؤكد قدرة الدولة على إدارة الأزمات التقنية باحتراف، وتبرز أهمية تعزيز البنية التحتية الرقمية البديلة لمواجهة المخاطر الطارئة، مع استمرار التنسيق بين القطاعين العام والخاص لضمان تعافي الأسواق سريعًا.