خبير: واشنطن تلعب دورًا في إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفقًا للأجندة الإسرائيلية

كشف الكاتب والباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب، عن تحليله للتصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي أكد فيها أن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان معًا على تغيير خريطة الشرق الأوسط، مشيرًأ يعقوب إلى أن هذه الرؤية ليست جديدة، بل هي استراتيجية قديمة يعيد نتنياهو تسويقها بدعم أمريكي، سواء في عهد الرئيس بايدن أو الآن في ظل عودة ترامب إلى الواجهة السياسية.
وأوضح في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية" أن نتنياهو يسعى لفرض رؤية للشرق الأوسط تتناسب تمامًا مع المصالح الإسرائيلية بدءًا من الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، وصولًا إلى محاولة إفراغ قطاع غزة من المقاومة الفلسطينية، وإضعاف السيادة الفلسطينية لصالح وصاية دولية.
وأضاف: ما نشهده الآن هو محاولة لفرض واقع جديد في غزة، حيث يتم تصويرها ككيان منزوع السيادة، تابع لرقابة دولية، وبعيد عن سيطرة حركة حماس أو أي كيان فلسطيني مستقل،وهذا المشروع يحظى بموافقة ضمنية من إدارة ترامب، التي أحالت ملف الدولة الفلسطينية إلى نتنياهو، مما يشير إلى تخلي واشنطن عن حل الدولتين.
الملف النووي الإيراني: أسئلة بلا إجابات
انتقل يعقوب إلى الملف النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن التصريحات الإسرائيلية والأمريكية تتحدث عن "ضربات حاسمة" ضد البرنامج النووي الإيراني، لكنها تتجاهل السؤال الأهم مصير اليورانيوم المخصب الذي يقترب من 500 كيلوغرام.
وتساءل: إذا كانت الضربات ناجحة، فلماذا لا نرى أي تحرك جاد للحد من تخصيب اليورانيوم؟ ولماذا تتجاهل واشنطن الحديث عن هذا الملف رغم تصاعد التصريحات الإيرانية عن تعليق التعاون مع وكالة الطاقة الدولية…؟.
وأشار إلى أن إدارة ترامب قد تستخدم هذا الملف كورقة ضغط في الفترة المقبلة، خاصة مع تصاعد الأزمات الداخلية التي يواجهها نتنياهو والمحاكمات التي تطارده.
زيارة ترامب لنتنياهو: إنقاذ سياسي أم لعبة إستراتيجية؟
علق يعقوب على الزيارة الأخيرة التي جمعت ترامب بنتنياهو، واصفًا إياها بـ"الزيارة الشخصية غير الرسمية"، والتي تهدف في جوهرها إلى دعم نتنياهو سياسيًا في مواجهة الضغوط الداخلية، وليس لبحث ملفات سياسية جادة.
وقال: هذه الزيارة لا تحمل أي إطار تفاوضي حقيقي، بل هي مجرد بروتوكول علاقات شخصية، ورسالة واضحة بأن ترامب مستعد لإنقاذ نتنياهو من أزماته القضائية في مقابل استمرار الدعم الإسرائيلي غير المشروط.
تناقضات نتنياهو: خطاب السلام مقابل سياسة التصعيد
انتقد يعقوب التناقض الصارخ في تصريحات نتنياهو، الذي قال من ناحية إن "الدولة الفلسطينية ستكون منصة لتدمير إسرائيل"، ثم أضاف في نفس المؤتمر الصحفي أن إسرائيل "تسعى للسلام مع الفلسطينيين الراغبين في السلام.
وأكد أن هذه التصريحات تعكس سياسة الخلط المتعمد للأوراق، حيث يتمتع نتنياهو بدعم أمريكي مطلق يسمح له بتجاهل أي ضغوط دولية أو مفاوضات جدية.
مفاوضات الدوحة: هل تؤدي إلى نتيجة؟
توقع يعقوب أن تفشل المفاوضات الجارية في الدوحة في تحقيق أي تقدم ملموس، وذلك بسبب غياب الصلاحيات الكافية للوفد الإسرائيلي، وعدم وجود المبعوث الأمريكي بشكل مباشر في المحادثات.
واختتم الكاتب والباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب حديثه بان إسرائيل لا تريد سلامًا، بل تريد تصعيدًا مستمرًا لتحقيق أهدافها، بدءًا من تهجير سكان غزة، واستمرار القتل بدعم أمريكي واضح، وصولًا إلى استنزاف الوقت دون أي حلول حقيقية، فالوضع الحالي يشير إلى أننا قد نعود إلى المربع الأول، حيث لا نتائج ملموسة، ولا رغبة إسرائيلية في تقديم تنازلات.