عاجل

متحدث برنامج الأغذية العالمي: المجاعة تهدد 4.6 مليون مواطن في السودان

السودان
السودان

قال محمد جمال الدين، المتحدث الوطني باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان، إن الأوضاع الإنسانية في البلاد تشهد تدهورًا كبيرًا، لا سيما في إقليم دارفور وولاية الفاشر التي تواجه أوضاعًا غذائية كارثية.
 

المجاعة في السودان

وأشار خلال مداخلة عبر شاشة القاهرة الإخبارية، إلى أن الوضع يزداد سوءًا مع اقتراب موسم الأمطار، الذي يعزل عددًا من المناطق ويصعب الوصول إليها، مضيفا أن الأزمة تمتد إلى ولايات كردفان ومناطق أخرى تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وسط تحديات متزايدة في إيصال المساعدات للمتضررين.

وفيما يتعلق بالهدنة الإنسانية الأخيرة، أوضح جمال الدين أن تعاون الحكومة السودانية أسهم في تسهيل عمليات البرنامج، مما مكنهم من إيصال المساعدات لأكثر من مليون شخص في الخرطوم وحدها، إضافة إلى مليون و700 ألف شخص في مناطق متفرقة، كانوا مهددين بخطر المجاعة، مؤكدا أن البرنامج مستمر في توسيع نطاق عمله ليشمل مناطق جديدة في ظل النزوح الداخلي المستمر، خاصة بعد سيطرة الجيش على الخرطوم والجزيرة، وانتقال الآلاف إلى ولايات أخرى مثل كسلا والقضارف.

أما على مستوى الدعم الخارجي، فقد حذر جمال الدين من توقف المساعدات خلال الأشهر المقبلة نتيجة نقص حاد في التمويل، مما قد يؤدي إلى أزمة إقليمية تمس اللاجئين السودانيين في دول الجوار مثل تشاد، ليبيا، إثيوبيا، وإفريقيا الوسطى، مشيرا إلى أن البرنامج يقوم حاليًا بحملات مناصرة دولية لجذب تمويل إضافي من المجتمع الدولي، مؤكدًا أن الدعم المالي أصبح ضرورة ملحة للحفاظ على الأرواح في السودان وخارجه.

وكشف أن ما يقارب 4.6 ملايين شخص داخل السودان يعانون من الجوع، في حين ينجح البرنامج حاليًا في الوصول إلى نحو 4 ملايين شخص شهريًا، كما جدد تأكيده أن النقص الكبير في الموارد المالية يحد من قدرة البرنامج على توسيع نطاق عمله، رغم الجهود المتواصلة للتعامل مع أزمة إنسانية غير مسبوقة داخل البلاد وفي محيطها الإقليمي.

في سياق سابق ، أصدرت الأمم المتحدة تحذيرًا عاجلًا بشأن تدهور الأزمة الإنسانية في السودان مع اقتراب موسم الأمطار والفيضانات المتوقع أن يبدأ خلال الأسابيع المقبلة ويستمر حتى أكتوبر، وحذرت المنظمة الدولية من أن هذه الظروف المناخية الصعبة ستفاقم معاناة المدنيين الذين يعانون بالفعل من تبعات النزاع المسلح المستمر، مما يهدد بشل حركة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

وفي تصريح صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أكد أن الفيضانات القادمة قد تعيق بشدة الطرق البرية المؤدية إلى المناطق المنكوبة، مما يزيد من صعوبة إيصال الإمدادات الطبية والغذائية والمواد الأساسية للنازحين والمحتاجين. وأضاف المكتب أن تدهور الأوضاع قد يؤدي إلى تفشي الأوبئة في ظل ضعف البنية التحتية الصحية وانعدام المياه النظيفة.

أزمة التمويل

وأشار البيان إلى أن أزمة التمويل التي تعاني منها المنظمات الإنسانية العاملة في السودان تعيق جهود تخزين الإمدادات الحيوية بشكل مسبق، مما يضاعف من خطورة الوضع ويحد من قدرة هذه المنظمات على الاستجابة السريعة والفعالة للأحداث الطارئة. وأكدت الأمم المتحدة أن الدعم الدولي العاجل ضروري لتفادي كارثة إنسانية كبرى.

يأتي هذا التحذير في وقت يستمر فيه النزاع المسلح في السودان، الذي أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين داخليًا وخارجيًا، وسط ظروف معيشية صعبة وأمن غذائي متدهور. وتشدد الأمم المتحدة على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم السودان، سواء عبر تقديم المساعدات المباشرة أو تسهيل عمليات الإغاثة لضمان وصولها إلى كل من هم في حاجة ماسة إليها.

تم نسخ الرابط