دراسة جديدة تكشف: «الإستروجين» يحمي قلب المرأة عبر بروتين «ANXA1»

كشفت دراسة حديثة نُشرت في موقع ScienceDaily عن دور محوري لهرمون الإستروجين في حماية قلوب النساء من أمراض القلب، وذلك من خلال بروتين يُعرف باسم Annexin A1 (ANXA1)، هذا البروتين الذي طالما عرف بدوره في تنظيم الالتهابات، أصبح الآن في دائرة الضوء كوسيط أساسي بين الهرمونات الأنثوية وصحة القلب.
ويشير الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف قد يفتح الباب أمام علاجات جديدة تستهدف الوقاية من أمراض القلب، خاصةً لدى النساء بعد انقطاع الطمث عندما تنخفض مستويات الإستروجين.
دور الإستروجين في حماية القلب.. ما الذي يحدث علميًا؟
الإستروجين هو أحد الهرمونات الأساسية التي تنظم الوظائف الحيوية في جسم المرأة، ويملك تأثيرًا مباشرًا على الأوعية الدموية ووظائف القلب، وفقًا للدراسة التي أجراها باحثون من جامعة University of Edinburgh بالتعاون مع مؤسسات طبية في أوروبا، فإن الإستروجين يحفّز إنتاج بروتين ANXA1، والذي بدوره يلعب دورًا هامًا في حماية خلايا القلب من التلف الناتج عن الالتهابات ونقص الأكسجين.

ويقول الباحثون إن النساء قبل سن اليأس يتمتعن بمعدلات منخفضة من أمراض القلب مقارنة بالرجال، وهو ما يرجح أنه مرتبط بشكل مباشر بالتأثير الوقائي لهرمون الإستروجين.
ANXA1.. الحارس الخفي لصحة قلب المرأة
يُعتبر بروتين ANXA1 من البروتينات المضادة للالتهابات، ويلعب دورًا تنظيميًا في عملية استجابة الجسم للضرر. الدراسة الجديدة، التي تم نشرها في EurekAlert، أظهرت أن هذا البروتين يتفاعل مع مستقبلات محددة موجودة في خلايا القلب والأوعية الدموية، مما يقلل من مستويات الالتهاب ويعزز من قدرة القلب على التعامل مع الأضرار الناجمة عن التوتر القلبي أو نقص التروية.
ووجد الباحثون أن غياب هذا البروتين أو انخفاض مستوياته بعد انقطاع الطمث يزيد من احتمال تلف الأوعية الدموية ويُعرض النساء لخطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.
ماذا يحدث بعد انقطاع الطمث؟
مع تقدم النساء في العمر ووصولهن إلى مرحلة انقطاع الطمث، تبدأ مستويات الإستروجين في الانخفاض بشكل كبير. ونتيجة لذلك، يتأثر إنتاج بروتين ANXA1، مما يضعف قدرة القلب على مقاومة الالتهابات أو تلف الأنسجة.

ويُرجح الباحثون أن هذا الانخفاض في الإستروجين هو السبب وراء ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب بين النساء بعد سن الخمسين. وبحسب موقع Medical News Today، فإن نحو 1 من كل 3 نساء تموت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، مما يجعل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو حلول علاجية فعالة.
هل يكون ANXA1 هو العلاج القادم للنساء؟
تؤكد الدراسة أن تعزيز نشاط ANXA1 يمكن أن يكون استراتيجية جديدة لعلاج أمراض القلب، خاصة لدى النساء اللواتي لم يعدن ينتجن كميات كافية من الإستروجين. ويقترح الباحثون إمكانية تطوير أدوية مستقبلية تعتمد على تحفيز هذا البروتين مباشرة أو من خلال مركبات تشبه عمل الإستروجين دون آثار جانبية هرمونية.
وقد بدأت بالفعل بعض الفرق البحثية في إجراء تجارب أولية على نماذج حيوانية لاختبار فعالية هذا النهج العلاجي، مع نتائج أولية مشجعة.
الأطباء يحذرون: فهم الفروقات البيولوجية بين الجنسين ضروري
يرى خبراء أمراض القلب أن هذا الاكتشاف يجب أن يُحدث تحولًا في طريقة تشخيص وعلاج أمراض القلب عند النساء. فقد تم بناء معظم الأبحاث الطبية القلبية في العقود الماضية على دراسات أجريت على الرجال، متجاهلة الفروقات الهرمونية والجينية بين الجنسين.
وتقول الدكتورة "لوسي تانر"، أخصائية أمراض القلب في جامعة لندن، لموقع BBC Health: "هذه الدراسة تضع حجر الأساس لفهم السبب في أن قلب المرأة يستجيب بشكل مختلف. ويجب علينا أن نعيد تصميم خططنا العلاجية بناءً على هذه الفروقات".
كيف يمكن حماية القلب مع التقدم في العمر؟
حتى يتم تطوير العلاجات المستهدفة لبروتين ANXA1، ينصح الأطباء النساء باتباع عدد من النصائح للوقاية من أمراض القلب بعد انقطاع الطمث:
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز الدورة الدموية.
- اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة والأطعمة النباتية.
- مراقبة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول باستمرار.
- الابتعاد عن التدخين وتخفيف التوتر النفسي.
- استشارة الطبيب حول العلاج الهرموني البديل في حال وجود عوامل خطر وراثية.