مفتي الجمهورية: تنوع مصادر الدين رحمة وتيسير على العباد (فيديو)

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن مصادر الدين الإسلامي متعددة ومتنوعة، مما يعكس رحمة الله بعباده، إذ لم يجعل المصدر واحدًا، بل أتاح عدة مصادر تضمن المرونة والتيسير، بما يتناسب مع كل زمان ومكان.
القرآن والسنة
وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال حلقة برنامج "حديث المفتي"، المذاع على قناة الناس، أن القرآن الكريم يعد المصدر الأول والأساسي للتشريع، حيث يحتوي على أصول العقيدة والشريعة والأخلاق.
وأضاف أن السنة النبوية المشرفة تأتي كمصدر ثانٍ، موضحًا أنها بيانٌ وتفسيرٌ للقرآن الكريم، فهي توضح الأحكام، وتشرح ما أجمل في الكتاب العزيز.
وأشار إلى أن هناك مصادر أخرى يعتمد عليها الفقهاء في استنباط الأحكام، مثل الإجماع: حيث يتفق علماء الأمة على حكم معين؛ القياس: الذي يعتمد على إلحاق المسائل الجديدة بالأحكام السابقة بناءً على العلة المشتركة؛ الاستحسان والمصالح المرسلة وعمل الصحابة: وهي مصادر وقع الاختلاف حولها، لكنها تُستخدم في بعض الحالات لتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية.
العلماء الثقات
وشدد مفتي الجمهورية على أن فهم هذه المصادر يجب أن يكون عبر العلماء المتخصصين والثقات، الذين يمتلكون القدرة على الجمع بين النصوص الشرعية وفهم الواقع، حتى يقدموا الأحكام الصحيحة التي تراعي مقاصد الشريعة دون تعقيد أو تشدد.
واستشهد بقول الله تعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (النحل: 43)
وأكد أن أخذ الدين عن غير أهله قد يؤدي إلى الفهم الخاطئ والتشدد غير المبرر، مما يساهم في انتشار الأفكار المغلوطة التي قد تضر بالمجتمع.
صحة الأفكار الدينية
وفيما يتعلق بضرورة التحقق من صحة الأفكار والمعارف الدينية، أوضح الدكتور نظير عياد أن هناك عدة معايير يجب اتباعها، منها:عدم تناقضها مع نصوص الدين الصحيحة: أي أن تكون الأفكار متسقة مع ما جاء في القرآن والسنة؛ الاعتماد على المصادر الموثوقة والعلماء المعتمدين: لضمان دقة المعلومات وعدم الانحراف عن المنهج الصحيح.
وتابع: «عدم الاصطدام بالواقع والتجربة العملية: حيث يجب أن تكون الأحكام متوازنة وقابلة للتطبيق دون مشقة أو تعقيد؛ الابتعاد عن الذاتية والهوى في طلب المعرفة: فالبحث عن الحقيقة يجب أن يكون قائمًا على العدل والموضوعية، وليس على التحيز أو الانتقائية".
واستشهد بقول الله تعالى:"وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ" (المائدة: 8).
وأوضح أن التعامل بإنصاف وعدل في دراسة الأحكام والفتاوى يقود إلى الفهم الصحيح، ويجنب المجتمع التفسيرات المتشددة أو المتساهلة التي قد تخل بتوازن الشريعة.

الإسلام دين يسر
وشدد الدكتور نظير عياد على أن الإسلام دين يسر وتوازن، وأن تعدد مصادر التشريع هو نعمة إلهية تضمن المرونة والتكيف مع المستجدات، داعيًا المسلمين إلى التسلح بالعلم الصحيح، والرجوع إلى العلماء الثقات، حتى لا يكون هناك التباس أو خطأ في فهم الدين.
وأكد أن التشدد أو التفريط كلاهما مرفوضان، وأن الوسطية في فهم النصوص والتشريعات هي الطريق الأمثل لتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، وبناء مجتمع متماسك قائم على العلم والوعي الديني الصحيح.