عبد اللطيف وهبة: قمة "بريكس" فرصة لتعزيز موقف مصر على الساحة العالمية

أكد الكاتب الصحفي عبد اللطيف وهبة، أن قمة مجموعة "بريكس" التي انعقدت مؤخرًا في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، تكتسب أهمية بالغة نظرًا لتوقيتها الذي يتزامن مع تصاعد الأزمات العالمية والنزاعات العسكرية. مشيرًا إلى أن مشاركة مصر في القمة تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية استراتيجية، تسعى من خلالها الدولة المصرية إلى تثبيت حضورها على الساحة الدولية والمشاركة الفاعلة في تناول قضايا الأمن والاستقرار العالمي.
وخلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أشار وهبة إلى أن مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ممثلًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة، تعكس اهتمام القيادة المصرية البالغ بنقل مواقفها ورؤاها بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية
وأوضح أن من بين أبرز الملفات التي ناقشتها مصر خلال القمة، تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، حيث أكدت على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي، والحد من الانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.
وأضاف وهبة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد شدد في أكثر من مناسبة على أن "وقف إطلاق النار في غزة لا يمكن أن يكون هدفًا في حد ذاته، بل يجب أن يترافق مع خطوات عملية تهدف إلى تفعيل حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967". وأكد وهبة أن هذا الحل يعتبر الطريق الوحيد لتحقيق السلام الشامل والاستقرار في المنطقة، بما يسهم في تحسين الأوضاع الإنسانية والتنموية للفلسطينيين ويعزز السلام الإقليمي والدولي.
منصة دولية هامة
وتطرق وهبة إلى أهمية قمة "بريكس" كمنصة دولية هامة تستعرض خلالها الدول الأعضاء تطورات الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم، موضحًا أن هذه القمة تسهم بشكل كبير في تعزيز التعاون بين الدول الكبرى، وتوحيد الجهود للبحث عن حلول للأزمات العالمية، في مقدمتها الأزمة الاقتصادية العالمية، النزاع في أوكرانيا، وملف الأمن الغذائي.
وأكد وهبة في ختام تصريحاته، أن مصر تواصل تعزيز دورها كداعم للاستقرار والسلام في المنطقة، وأن مشاركتها في مثل هذه المحافل الدولية تُمثل خطوة هامة نحو تمثيل صوت الدول النامية، وتأكيد موقفها الثابت في القضايا العادلة.
أهمية قمة البريكس
وأوضح وهبة أن قمة "بريكس" تكتسب أهمية متزايدة نظرًا للثقل الاقتصادي الذي تمثله دولها الأعضاء، سواء من حيث نسب النمو أو حجم التبادل التجاري، فضلًا عن كونها تمثل محورًا مهمًا لربط الشمال بالجنوب، وتشكل منصة لتقوية التعاون بين الدول المختلفة.
وأكد أن انضمام مصر إلى مجموعة "بريكس" يُعد فرصة استراتيجية لتعزيز علاقاتها الاقتصادية، خاصة مع الدول النامية، لافتًا إلى أن مصر تسعى لتقديم نفسها كممثل قوي للقارة الأفريقية داخل المجموعة، والمطالبة بتمثيل عادل لأفريقيا في قضايا التنمية العالمية، وهو ما شدد عليه الرئيس السيسي سابقًا في تصريحاته حول ضرورة إنهاء التهميش الاقتصادي للقارة السمراء.
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن هناك اهتمامًا متزايدًا داخل "بريكس" بفكرة استخدام العملات المحلية في التبادل التجاري، كبديل عن الدولار، لكن تطبيق هذا النظام يتطلب دراسات دقيقة نظرًا لتباين قيمة العملات المحلية بين الدول، فضلًا عن ارتباطها بأسواق الصرف العالمية، وأوضح أن تنفيذ هذا الطرح سيحتاج إلى وقت، مع ضرورة التنسيق بين البنوك المركزية للدول الأعضاء.
مبدأ "القيمة المكافئة"
وأضاف وهبة أن مصر لديها تجربة سابقة في استخدام أنظمة تبادل تجاري تقوم على مبدأ "القيمة المكافئة"، حيث كانت تعتمد على مبدأ التوازن بين الصادرات والواردات بدلاً من الاعتماد الكامل على العملات الأجنبية الصعبة، وهو ما يمكن أن يُستفاد منه في المرحلة المقبلة ضمن آليات التعاون داخل "بريكس".
واختتم عبد اللطيف وهبة تصريحاته، بالتأكيد على أن مصر قادرة على الاستفادة من عضويتها في "بريكس" لتعزيز مكانتها الاقتصادية، والمساهمة في صياغة نظام عالمي أكثر توازنًا وعدالة، مع فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية، وجذب استثمارات نوعية تعزز جهود التنمية.