بين نور الإيمان وظلام الإرهاب: قصة أبي الدحداح تكشف زيف المتطرفين

يواصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، رحلته في تصحيح المفاهيم والتعريف بالصحابة وسبل المواجهة الفكرية مع التطرف، حيث قصة الصحابي الجليل أبو الدحداح: قصة إيمان لا تُنسى، فهل سمعت عن الصحابي الجليل أبي الدحداح؟
من هو الصحابي الجليل أبي الدحداح؟
يقول مرصد الأزهر إن أبي الدحداح رجلٌ امتلأ قلبه بحب الله ورسوله، فسطّر أروع قصص العطاء والإيثار، في غزوة أحد، حين أشيع أن الرسول ﷺ قد قُتل، هتف أبو الدحداح للمسلمين بكلماتٍ أصبحت شعلة حمّست المقاتلين: "يا معشر الأنصار، هلمّوا! إن كان محمد قد قُتل، فإن الله حي لا يموت، فقاتلوا عن دينكم!" فاستبسلوا في القتال بشجاعة نادرة.
ولمّا نزلت آية: "{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ}"، لم يتردد لحظة! قال أبو الدحداح: "فإني قد أقرضتُ ربي عز وجل حائطي!" هذا الحائط كان يضم ستمائة نخلة، وفيه أم الدحداح وعيالها. ذهب إليها، وناداها: "يا أم الدحداح، اخرجي فقد أقرضته ربي عز وجل!" لترحل معه تاركة كل شيء في سبيل الله.
هذه هي قصة أبي الدحداح، صاحب القلب الكبير الذي صنع تاريخًا من الشجاعة في المعركة، والسخاء الذي لا يضاهى في سبيل الله.
بين نور الإيمان وظلام الإرهاب: قصة أبي الدحداح تكشف زيف المتطرفين
على النقيض تمامًا، نجد من يتخذ اسم هذا الصحابي الجليل ستارًا لأعمال العـ ـنف والإرهاب، مشوهًا بذلك صورة الدين السمحة. آخر هذه الأخبار هو تمكُّن الجيش المالي من تصفية أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي، الذي تكنّى بـ "أبو الدحداح". هذا الإرهابي كان العقل المدبر لهجمات "داعش" في الساحل الإفريقي، تلك البقعة التي لا تكاد تهدأ من ويلات العمليات الإرهابية التي تُنفذ باسم الدين، والدين منها براء. كان تخصصه صناعة المتفجرات، ومسؤولًا عن تخطيط وتنفيذ مجـ.ـازر دموية، كهجوم "بانيبانغو" في النيجر، ومذابح المدنيين في "غاو" و"ميناكا" عام 2022.
وشدد مرصد الأزهر في رسالته الهادفة لمواجهة التطرف، على أن حماية الدين من التشوُّهات النفسية والأخلاقية التي يحدثها هؤلاء الإرهابيون، تبدأ من فهمٍ صحيح للدين والعمل على إيصال رسائله بوضوح ويسر إلى الجميع.