نقص التمويل الإنساني يفاقم معاناة السودانيين قبيل موسم الفيضانات

أصدرت الأمم المتحدة تحذيرًا عاجلًا بشأن تدهور الأزمة الإنسانية في السودان مع اقتراب موسم الأمطار والفيضانات المتوقع أن يبدأ خلال الأسابيع المقبلة ويستمر حتى أكتوبر. وحذرت المنظمة الدولية من أن هذه الظروف المناخية الصعبة ستفاقم معاناة المدنيين الذين يعانون بالفعل من تبعات النزاع المسلح المستمر، مما يهدد بشل حركة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
وفي تصريح صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أكد أن الفيضانات القادمة قد تعيق بشدة الطرق البرية المؤدية إلى المناطق المنكوبة، مما يزيد من صعوبة إيصال الإمدادات الطبية والغذائية والمواد الأساسية للنازحين والمحتاجين. وأضاف المكتب أن تدهور الأوضاع قد يؤدي إلى تفشي الأوبئة في ظل ضعف البنية التحتية الصحية وانعدام المياه النظيفة.
أزمة التمويل
وأشار البيان إلى أن أزمة التمويل التي تعاني منها المنظمات الإنسانية العاملة في السودان تعيق جهود تخزين الإمدادات الحيوية بشكل مسبق، مما يضاعف من خطورة الوضع ويحد من قدرة هذه المنظمات على الاستجابة السريعة والفعالة للأحداث الطارئة. وأكدت الأمم المتحدة أن الدعم الدولي العاجل ضروري لتفادي كارثة إنسانية كبرى.
يأتي هذا التحذير في وقت يستمر فيه النزاع المسلح في السودان، الذي أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين داخليًا وخارجيًا، وسط ظروف معيشية صعبة وأمن غذائي متدهور. وتشدد الأمم المتحدة على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم السودان، سواء عبر تقديم المساعدات المباشرة أو تسهيل عمليات الإغاثة لضمان وصولها إلى كل من هم في حاجة ماسة إليها.
جهود دبلوماسية
في محاولة لتخفيف الأزمة، أجرى وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، محادثات مكثفة هذا الأسبوع مع كبار المسؤولين في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ركزت هذه المحادثات على الضغط من أجل هدنة إنسانية تتيح وصول المساعدات الضرورية إلى آلاف المحاصرين، حيث واجهت الأمم المتحدة وشركاؤها صعوبات بالغة في الوصول للمدنيين منذ أبريل الماضي.
وحذر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، المنظمة إزاء تصاعد النزوح والاحتياجات في منطقة كردفان جراء القتال المستمر.
وفي سياق متصل، يكثف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، رمطان لعمامرة، مساعيه الدبلوماسية لدعم جهود خفض التصعيد والدفع نحو حل سياسي شامل ينهي الحرب المستمرة في البلاد.
ويذكر أن، الفيضانات العام الماضي أثرت على نصف مليون شخص، ومن المتوقع هذا العام أن عدد المتضررين يكون أعلى، خاصة مع استمرار موجات النزوح الجماعي نتيجة الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
أعداد النازحين في السودان
وذكر تقرير أممي، أنّ أكثر من 800 ألف سوداني عادوا إلى البلاد بعد سيطرة الجيش على ولايتي الجزيرة والخرطوم.
وأفاد التقرير، أنّ نحو ألف شخص من ولاية شمال دارفور يفرون يوميا إلى تشاد بسبب الحرب، مشيرًا، إلى أنّ الحرب في السودان تسببت بنزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخليا.
وتواجه السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 أزمة نزوح داخلي هي الأكبر عالميًّا، إذ تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أنّ أكثر من 8.8 مليون شخص نُزحوا داخل البلاد، بينما فرّ نحو 3.5 مليون إلى الخارج.