أول ظهور علني لخامنئي بعد الحرب.. رسالة قوية من طهران

احتفال "ليلة عاشوراء"..
شهدت العاصمة الإيرانية طهران، اليوم، أول ظهور علني للمرشد الأعلى علي خامنئي منذ اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، وذلك خلال احتفال ديني بمناسبة "ليلة عاشوراء".
يأتي هذا الظهور في وقت كثرت فيه الشائعات والتكهنات حول صحة المرشد وحياته، خاصة بعد تصريحات لمسؤولين كبار مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذين أشاروا إلى احتمال استهداف خامنئي. كما أفادت تقارير إعلامية إيرانية وعبرية بأن المرشد لجأ إلى مخبأ تحسبًا لأي محاولة اغتيال، وانتشرت أنباء غير مؤكدة عن وفاته.

وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قائلاً: "وفقًا لتقديري، لو كان خامنئي في مرمى نيراننا لكنا قتلناه".
غير أن هذه التكهنات تبددت اليوم مع ظهور خامنئي في الاحتفال، حيث ألقى كلمة أكد فيها أن إيران تشكل "محور جبهة المقاومة العالمية"، مشيرًا إلى الصهيونية العالمية بوصفها "المحور الرئيسي للجبهة الكاذبة"، حسبما نقلت وكالة "مهر" الحكومية.
ويُعد ظهور خامنئي اليوم رسالة واضحة تثبت استمراره في موقعه، وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة، وتعكس موقف إيران الثابت تجاه الصراع مع إسرائيل.

الولايات المتحدة لم تحقق إنجاز في الحرب
قال المرشد الأعلى الإيراني في وقت الحرب بين إيران وإسرائيل:" ألحقنا ضررا كبيرا بالقاعدة الأمريكية في قطر، مشيرًا إلى أن دعوات ترامب باستسلام إيران غير المشروط أكبر من حجمه.
وأكد المرشد الأعلى الإيراني أن الولايات المتحدة دخلت الحرب لإنقاذ إسرائيل من التدمير الكامل، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تحقق أي إنجاز من هذه الحرب.
وأضاف “خامنئي” إسرائيل انهارت نتيجة الضربات الصاروخية الإيرانية، متابعًا: “وجهنا صفعة قاسية للولايات المتحدة خلال الحرب”.

ومن ناحية أخرى، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ، بدأت السلطات الإيرانية بتكثيف حملات أمنية واسعة في الداخل، شملت اعتقالات جماعية وعمليات إعدام وانتشارًا مكثفًا لقوات الجيش والأمن، وتركّزت هذه الإجراءات خصوصًا في المناطق ذات الغالبية الكردية.
وقال مسؤولون إيرانيون كبار وناشطون لـ"رويترز" إن السلطات تخشى من اندلاع اضطرابات داخلية، وسط تصاعد التوترات الإقليمية، مؤكدين أن الحرس الثوري ووحدات "الباسيج" في حالة استنفار قصوى، مع التركيز على "الأمن الداخلي" أكثر من أي وقت مضى.
وبحسب مصادر أمنية، بدأت حملة الاعتقالات في ذلك الوقت، حيث انتشرت قوات الأمن في الشوارع القريبة من نقاط التفتيش الرئيسية، فيما توارى العديد من النشطاء داخل البلاد عن الأنظار خوفًا من الملاحقة.