عاجل

باحث سياسي: فيديو تدريبات «حسم» الإرهابية رسالة ضغط على الدولة المصرية

عمرو فاروق
عمرو فاروق

قال الباحث في شؤون الإسلام السياسي، عمرو فاروق، إن الفيديو المتداول مؤخرًا لحركة "حسم" الإرهابية، والذي يظهر تدريبات عسكرية لعناصر مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، يحمل رسائل ضغط مباشرة على الدولة المصرية، خاصةً في ظل ذكرى 30 يونيو وبيان 3 يوليو، مشددًا على أن توقيت ظهور الفيديو ليس مصادفة.

وأضاف فاروق، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن الإصدار المصور يُظهر تنظيمًا مسلحًا يتلقى تدريبات نوعية، مستخدمًا أسلحة حديثة وسيارات دفع رباعي، مما يؤكد أن الفيديو يتجاوز كونه مجرد رسالة دعائية أو نشاط هاوٍ، مشيرًا إلى أن الفيديو قد خضع لتدخلات رقمية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكن هناك مؤشرات قوية على واقعيته.

وأوضح الباحث أن هذا المشهد يعكس محاولة لبث الرعب في قلب الدولة المصرية، ويعبر عن تصعيد واضح من قبل الحركة الإرهابية في سياق تصعيدها ضد مؤسسات الدولة، مؤكدًا ضرورة التعامل بحذر مع مثل هذه الإصدارات والعمل على تعزيز الإجراءات الأمنية لمواجهة أي تهديد محتمل.

استهداف مؤسسات الدولة.. وليس المجتمع المدني

ولفت الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية إلى أن التهديد الظاهر من هذا الجناح المسلح لا يستهدف المدنيين أو الأمن المجتمعي بشكل مباشر، بل يركز على توجيه رسائل تهديد إلى مؤسسات الدولة السيادية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والأمنية، ما يعكس محاولة لابتزاز سياسي وضغط خارجي في عدد من الملفات، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

تصريحات إسرائيلية مقلقة.. وتحول في أدوات الضغط

توقف فاروق عند التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي تحدثت عن الانتقال من الحل السياسي الناعم إلى "الحل السياسي الخشن" في التعامل مع مصر، معتبرًا أن هذا التصعيد مرتبط بدور مصر المحوري في ملف غزة، ورفضها الانخراط في مسارات تصفية القضية الفلسطينية، إلى جانب مواقفها المستقلة من ملفات إيران وسوريا.

الإخوان يناورون بورقة السجناء

وأوضح الباحث السياسي أن تحريك هذا الجناح المسلح مرتبط أيضًا بمساعي جماعة الإخوان لإجبار الدولة على تقديم تنازلات في ملف السجناء، لا سيما بعض القيادات المتورطة في قضايا جنائية، والتي تضغط بعض الدول للإفراج عنهم بدعوى ظروفهم الصحية أو السن، مؤكدًا أن الجماعة تسعى لأن تبدو الدولة أكثر "ليونة" في التعامل معها.

سوريا مركزًا جديدًا للعمليات

كشف فاروق أن الفيديو تم تصويره على الأرجح في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، وهي منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم داعش وبعض الفصائل المسلحة، وهو ما يعيد سوريا إلى واجهة المشهد كمركز لصناعة العمليات الإرهابية، في ظل الفراغ السياسي القائم هناك.

كما أشار إلى أن هناك تنسيقًا بين جناح مسلح تابع لجماعة الإخوان وبين الجبهة السلفية وبعض التنظيمات التكفيرية، عبر ما يعرف بـ"مشروع ميدان"، الذي يقوده تيار محمد منتصر ويحيى موسى، بدعم وتمويل من مراكز استخباراتية غربية.

الأكاديميات الغامضة

وسلط الباحث في حركات الإسلام السياسي الضوء على ما أسماه "الواجهة الفكرية" لهذا المشروع، والمتمثلة في كيانات مثل أكاديمية الدراسات السياسية والمركز المصري، مؤكدًا أن بعض رموزها، مثل أحمد مولانا ومحمد إلهامي وخالد سعيد، يقدمون أنفسهم كمتخصصين في "نقد الجيش المصري" وتوظيف دراساتهم ضد الأجهزة الأمنية.

التهديد قائم

أكد فاروق أن الأجهزة المصرية تمتلك قاعدة بيانات كاملة عن العناصر التي التحقت بالتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا، وهو ما مكنها من الخروج مبكرًا من دائرة الدول المتضررة من الإرهاب منذ مارس 2019. وأشاد بقدرة الدولة على الرصد المبكر وإجهاض أي محاولات لتنفيذ عمليات إرهابية على أراضيها.

توعية المجتمع هي خط الدفاع الأول

اختتم الباحث تصريحاته بالتأكيد على أن مواجهة هذه التهديدات لا تقتصر على الجهد الأمني فقط، بل تتطلب إعلامًا وطنيًا نشطًا وخطابًا دينيًا وثقافيًا واعيًا يسلط الضوء على خطر الجماعات الأصولية، التي تستهدف هدم مفهوم الدولة الوطنية والدفع بأفكار الخلافة والعزلة والتكفير والجاهلية.

تم نسخ الرابط