القصة الكاملة لحادث منشأة القناطر.. لماذا أصبح الطريق الإقليمي مقبرة مفتوحة؟

يبحث العديد من المواطنين عن القصة الكاملة لحادث منشأة القناطر، حيث شهد الطريق الإقليمي الجديد حادثًا مأساويًا أثار ردود فعل واسعة بين الأهالي والجهات المعنية، وسط حالة من الحزن والقلق على سلامة المواطنين، وأودى حادث تصادم مروع بين سيارتي ميكروباص على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية بحياة 9 أشخاص، فيما أصيب 11 آخرون بجروح، وذلك في حادث وقع اليوم السبت وأسفر عن خسائر بشرية كبيرة، وهناك العديد من التساؤلات حول لماذا أصبح الطريق الإقليمي مقبرة مفتوحة وشبح يهدد الأرواح؟.
وحرصًا من موقع «نيوز رووم» ، على توفير المعلومات اللازمة للقراء، وتزويد متابعيه بالأخبار المهمة، نقدم لكم القصة الكاملة لحادث منشأة القناطر.
القصة الكاملة لحادث منشأة القناطر
وجاءت التفاصيل القصة لحادث منشأة القناطر، كما يلي:-
أعلنت وزارة الصحة أن المعلومات الأولية تشير إلى وقوع 9 حالات وفاة و11 مصابًا جراء الحادث، مؤكدة أن فرق الطوارئ تتابع الموقف لحظة بلحظة، وتواصل جمع البيانات الكاملة حول الضحايا لتحديث الحصيلة بشكل دقيق.
وذكر بيان صادر عن وزارة الصحة أن هيئة الإسعاف دفعت بـ18 سيارة مجهزة بالكامل إلى موقع الحادث، حيث تولت نقل المصابين إلى مستشفى الباجور التخصصي لتلقي الإسعافات اللازمة والرعاية الطبية الفورية.
أفاد البيان بأن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، تابع عن كثب تطورات الحادث المأساوي الذي وقع صباح السبت على الطريق الإقليمي في نطاق محافظة المنوفية، موجّهًا برفع حالة الطوارئ في المستشفيات القريبة من موقع الحادث، مع التأكيد على تقديم الرعاية الطبية الكاملة للمصابين، والدعم النفسي اللازم لهم ولذوي الضحايا في هذا الظرف الصعب.

شنط ومتعلقات ضحايا حادث منشأة القناطر
وبجوار حطام الحادث على الطريق الإقليمي بالقرب من منشأة القناطر، تناثرت بعض الشنط المدرسية بين الصخور وبقايا الزجاج، وعلى مقربة منها، استقر جراب هاتف ممزق، فقد ملامحه لكنه لا يزال يحتفظ بظل وردي باهت، كأنه شاهد صامت على لحظة لم تكتمل.
وفي اللحظات الأولى بعد التصادم، غابت ملامح الضحايا وسط المشهد المربك، حيث تداخلت الأجساد مع الحقائب والزجاج المتناثر، وتحولت الأحلام الصغيرة إلى شظايا صامتة، وجلس أحد الناجين، شاب في العشرينات من عمره، على جانب الطريق ممسكًا بساق تنزف، لم يبحث عن أشيائه، ولم يسأل عن هاتفه، بل تمتم بصوت مرتجف: "فين الطفلة؟.. الشنطة كانت ورا".
وأظهرت نتائج التحريات أن الحادث وقع عندما حاول سائق أحد الميكروباصين تجاوز شاحنة تسير ببطء داخل نطاق العمل بالطريق، لكنه فقد السيطرة بعد ارتطام المركبة بحاجز خرساني، مما أدى إلى انحرافها ودخولها الاتجاه المقابل، حيث وقع التصادم المباشر مع مركبة أخرى.
الاصطدام كان شديدًا، تسبب في انقلاب السيارتين ووقوع 11 إصابة بين الركاب، من بينهم أطفال ونساء، تراوحت حالتهم بين كسور خطيرة ونزيف داخلي وفقدان للوعي.

وفي أروقة مشرحة مستشفى منشأة القناطر، جلست أم بجوار نجلها المصاب، تضع يدها على رأسه بينما قدمه مغطاة بالجبس، فيما كان طفل صغير يبكي ويبحث وسط الزحام عن حقيبته قائلاً: "فين الشنطة بتاعتي؟".
روى أحد شهود العيان المشهد بكلمات مرتجفة: "الناس كانت طايرة من العربية"، وأضاف: "لقيت راجل بيجري شايل بنت وشها كله دم، وواحدة بتعيط وتقول: دي بنتي عشان شنطة الدرس!"، مشهد اختلطت فيه الصيحات بالذهول، وكأن الزمن توقف للحظة مؤلمة.
وأذنت النيابة العامة بدفن جثامين الضحايا، بالتزامن مع بدء فحص كاميرات المراقبة المنتشرة على امتداد الطريق، ومراجعة بيانات حركة المرور، في حين تواصل الأجهزة المختصة جهودها لرفع آثار الحادث وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
لماذا أصبح الطريق الإقليمي مقبرة مفتوحة؟ (طريق بلا ضوء ولا أمان!)
يعتبر الطريق الإقليم أحد أكثر الطرق التي تشهد حوادث مأساوية بشكل متكرر، حيث تتكرر المشاهد المؤلمة التي تزهق فيها الأرواح وتُفقد العائلات أحبابها في لحظات مأساوية، حادث منشأة القناطر الأخير يأتي ليُسلط الضوء على مشكلة عميقة تهدد سلامة آلاف السائقين والمواطنين يوميًا، مما يطرح تساؤلات ملحة عن الأسباب الحقيقية وراء تحوّل هذا الطريق إلى ما يشبه مقبرة مفتوحة لا ترحم أحدًا.
رغم أن الدولة أنفقت مليارات الجنيهات على إنشاء هذا الطريق، إلا أنه لم يعد مجرد ممر للسيارات، بل تحوّل إلى مسرح مأساوي يتكاثر فيه عدد الضحايا يومًا بعد يوم، نتيجةً لـ:
- غياب الإنارة ليلاً، حتى أصبح "سفر الليل عليه مغامرة حقيقية".
- تصميم هندسي كارثي، يفتقر لأبسط معايير الأمان.
- مطبات عشوائية تتحول إلى "كمائن قاتلة" للمركبات.
- غياب الرقابة المرورية الفاعلة، وترك الطريق نهبًا لتهور السائقين.
- تهاون سائقي النقل والمركبات الثقيلة الذين يطلقون العنان لسرعتهم بلا رادع.
مصابوا حادث الطريق الإقليمي يكشفون سبب الواقعة: «السواق كان بياخد غرز»
وأكد عدد من المصابين في حادث الطريق الإقليمي، أن سائق السيارة الميكروباص كان يسير بسرعة كبيرة جدا وطالب منه الركاب أكثر من مرة بتهدئة السرعة ولكن دون نتيجة.
وأضاف المصابون، أنهم استقلوا الميكروباص من أشمون وكان بينهم أطفال وأصر السائق علي تحميل أكثر من الحمولة المقررة له حيث كان يحمل أكثر من 4 أفراد علي الكرسي الواحد.
وتابع المصابون، أن السائق كان يأخذ غرز علي الطريق بين سيارات النقل مما أدي إلى حدوث التصادم.
شهد الطريق الإقليمي المتجه نحو القاهرة – الإسكندرية الصحراوي صباح اليوم السبت حادث تصادم مروع، أسفر عن مصرع 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين، في واحدة من أبشع حوادث الطرق التي شهدتها محافظة المنوفية خلال الفترة الأخيرة.
وزير النقل يتوجه إلى الطريق الإقليمي
كشف مصدر بالهيئة العامة للطرق والكباري أن الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل تفقد اليوم عددا من المشروعات القومية من بينها القطار الكهربائي السريع فيما توجه وزير النقل لتفقد الطريق الدائري الاقليمي بعد وقوع حادث تصادم في منطقة منشاة القناطر.
وأوضح المصدر خلال تصريحات صحفية ل "نيوز رووم" أنه من المقرر أن تشهد زيارة وزير النقل عددا من محاور الطريق الدائري الاقليمي للوقوف على آخر مستجدات أعمال الصيانة داخل الطريق والعمل على تقليل الحوادث لحين انتهاء أعمال صيانة وتطوير ورفع كفاءة الطريق.

تُجري النيابة العامة تحقيقات موسعة في حادث التصادم المأساوي الذي وقع صباح اليوم على الطريق الإقليمي بمنشأة القناطر بمحافظة الجيزة، وأسفر عن سقوط 9 ضحايا وإصابة 11 آخرين بإصابات بالغة، بينهم حالات حرجة.
والجمعة الماضية، تسبب حادث تصادم مروع على الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون في محافظة المنوفية، في وفاة 19 شخصا، غالبيتهم فتيات مراهقات من العاملات باليومية، وأصيب اثنان آخران.
ولاحقا، ألقت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية المصرية القبض على السائق المتهم المتسبب في حادث الطريق الإقليمي، وذلك بعد هروبه من مكان الواقعة.