خبير بالشأن الإيراني: المفاوضات بين طهران والغرب انهارت.. والقيادة لـ «خامنئي»

أكد أسامة حمدي، المتخصص في الشأن الإيراني، أن المفاوضات النووية بين طهران والغرب وصلت إلى طريق مسدود، بعد سلسلة من الهجمات التي نفذتها إسرائيل والولايات المتحدة واستهدفت منشآت حيوية إيرانية، بينها منشآت نووية، ومحطات كهرباء، ومصانع أسلحة.
وأوضح أسامة حمدي، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أن التصعيد الأخير أدى إلى انهيار فرص العودة إلى طاولة المفاوضات، معتبرًا أن التصعيد العسكري حسم الموقف لصالح التيار المتشدد داخل النظام الإيراني، وهو ما ستكون له تداعيات إقليمية ودولية خطيرة.
هجمات عسكرية
أشار أسامة حمدي إلى أن الهجمات التي نُفذت ضد منشآت مدنية وعسكرية في عمق إيران لم تكن مجرد رسائل تحذيرية، بل استهدفت قدرات استراتيجية، وهو ما دفع النظام الإيراني إلى الرد بغلق أبواب التفاوض والتصعيد في لغة الخطاب السياسي.
وأوضح أسامة حمدي أن هذه الهجمات، التي يُعتقد أن بعضها تم بواسطة طائرات مسيّرة وتكنولوجيا متقدمة، أربكت الحسابات السياسية داخل طهران، وفتحت المجال أمام أصوات أكثر تشددًا تطالب بالتصعيد العسكري ووقف أي تعاون مع الغرب.
مركز القرار الأوحد
وكشف أسامة حمدي أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، برئاسة المرشد الأعلى علي خامنئي، بات الجهة الوحيدة المخوّلة باتخاذ القرارات المتعلقة بالملف النووي والسياسة الخارجية تجاه الغرب.
وأكد أسامة حمدي أن هذا التحول يعكس هيمنة واضحة للتيار المتشدد، مشيرًا إلى أن أي دور سابق للحكومة أو وزارة الخارجية بات محدودًا للغاية، وأن المؤسسة الدينية والعسكرية أصبحت هي صاحبة القرار.
وأضاف أسامة حمدي: "هذا يعني أننا أمام مرحلة جديدة من التصعيد، حيث ستُدار السياسات الإيرانية بناءً على رؤية أمنية بحتة لا تحتمل المرونة أو التفاوض، خاصة في ظل شعور النظام بأنه مستهدف بشكل مباشر".
مستقبل المفاوضات النووية
وحول مصير الاتفاق النووي الإيراني، قال أسامة حمدي إن المفاوضات التي كانت تُجرى في فيينا أو عبر وسطاء أوربيين "باتت بحكم المنتهية"، لافتًا إلى أن الأطراف الغربية فقدت الثقة في إمكانية تحقيق اختراق دبلوماسي حقيقي، في ظل تصلب الموقف الإيراني.
وأشار أسامة حمدي إلى أن بعض العواصم الغربية بدأت تبحث عن خيارات بديلة للتعامل مع التهديد النووي الإيراني، سواء من خلال العقوبات الاقتصادية المشددة أو عبر التعاون الاستخباراتي والعسكري مع حلفاء في المنطقة.

تصعيد إقليمي شامل
واختتم أسامة حمدي مداخلته بالتحذير من أن استمرار هذا النهج المتصادم قد يؤدي إلى تفجير الوضع في الشرق الأوسط بأكمله، خاصة إذا ما قررت إيران الرد على الهجمات بتصعيد في الخليج أو استهداف مصالح غربية في المنطقة.
وقال أسامة حمدي: "نحن أمام نقطة تحول خطيرة، إما أن تجر المنطقة إلى مواجهات واسعة، أو تدفع القوى الدولية للبحث عن تسويات غير تقليدية، ولكن المؤكد أن مرحلة التفاوض التقليدي قد انتهت بالفعل".