عاجل

خبير: أوروبا ليست بمنأى وخفض الانبعاثات يواجه تحديات سياسية وقانونية

الدكتور حسان التليلي
الدكتور حسان التليلي

أكد الدكتور حسان التليلي، خبير التغيرات المناخية، من باريس، أن أوروبا ليست بمعزل عن التغيرات المناخية العالمية، بل أصبحت مستهدفة كغيرها من القارات بانعكاسات الظواهر المناخية القصوى، مثل موجات الحر الطويلة وارتفاع درجات الحرارة ، موضحًا أن ما شهدته دول جنوب أوروبا في الأيام الأخيرة، مثل فرنسا والبرتغال وإسبانيا التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 46 درجة مئوية، يؤكد أن القارة تواجه آثارًا حقيقية ومتصاعدة للتغير المناخي.

 الاتحاد الأوروبي بدأ في اتخاذ خطوات ملموسة

وأشار «التليلي»، خلال مداخلة عبر الإنترنت على شاشة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن الاتحاد الأوروبي بدأ في اتخاذ خطوات ملموسة ، من بينها إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن هدف خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 90% بحلول عام 2040، تمهيدًا لتحقيق «الحياد الكربوني» في منتصف القرن الجاري، موضحًا أن هناك انقسامًا داخل الاتحاد الأوروبي، إذ تختلف الدول في تقييمها للهدف المناخي الجديد.

وأوضح أن دولًا مثل بولندا والمجر وإيطاليا والتشيك ترى في الهدف نوعًا من «الغلو»، وتفضل خفضًا أقل يتراوح بين 70% إلى 80%، مؤكدًا أن فرنسا ترى ضرورة التفاوض بشأن أهداف عام 2030 أيضًا، خاصة أن دول الاتحاد مطالبة بتقديم خطط واضحة ضمن مؤتمر الأطراف المرتقب في مدينة برازيلية خلال الخريف المقبل.

 المجتمع المدني تشكك في جدية بعض الدول الأوروبية

وأشار إلى أن منظمات المجتمع المدني تشكك في جدية بعض الدول الأوروبية، وتعتبر أن إدراج آليات مثل «تجارة الكربون» أو «غرس الغابات » هو نوع من «التخضير الدعائي»، موضحًا أن غياب آليات واضحة للتأكد من التزام الدول والشركات بهذه الإجراءات، وهو ما يمثل استمرارًا لمشكلات اتفاق باريس والمناخ الدولي، مؤكدًا على أن دول الاتحاد الأوروبي تمتلك الإمكانات التكنولوجية والعلمية والمالية لتحقيق أهدافها المناخية، لكنها بحاجة إلى آليات رقابية ملزمة.

في وقت سابق، قالت الدكتورة عبير منير، رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، إن التغيرات المناخية أصبحت تمثل تأثيرا كبيرا وملموسا على كوكب الأرض بأكمله، وهي نتيجة مباشرة لاستخدام الإنسان للوقود الأحفوري، وعلى رأسه البترول، وأوضحت أن احتراق هذا الوقود يؤدي إلى انبعاث كميات ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي يسهم في تكوين غلاف حول الكرة الأرضية يسمح بدخول أشعة الشمس لكنه لا يسمح بخروجها، مما يؤدي إلى زيادة تدريجية في درجة حرارة الأرض.

معدل الارتفاع في درجات الحرارة العالمية وصل إلى نحو 1.5 درجة مئوية في المتوسط

وأضافت رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد ، في تصريحات خاصة لنيوز رووم ، أن معدل الارتفاع في درجات الحرارة العالمية وصل إلى نحو 1.5 درجة مئوية في المتوسط، مع تفاوت بين المناطق المختلفة، حيث تسجل بعض المناطق ارتفاعا أكبر من هذا المعدل وأخرى أقل.

ذوبان الجليد في القطب الشمالي يسهم في هذه الظاهرة

وأشارت رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد ، إلى أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة يؤدي بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة مياه البحار والمحيطات، وهو ما يتسبب في ارتفاع منسوب سطح البحر، كما أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي يسهم في هذه الظاهرة، وأن هذه الارتفاعات يتم رصدها من خلال أجهزة متخصصة، وهي ارتفاعات طفيفة تتراوح ما بين نصف مليمتر إلى مليمتر واحد سنويا ،وأن هذه الارتفاعات لا يمكن أن تؤدي إلى غرق مدينة الإسكندرية كما يشاع، مشددة على أن هذا الكلام غير علمي وغير دقيق.

تم نسخ الرابط