الإهمال يواصل حصد الأرواح بطوخ.. مصرع يوسف الشيمي يكشف كارثة المزلقانات

شهدت مدينة طوخ بمحافظة القليوبية فاجعة جديدة بعدما لقي اللاعب الناشئ يوسف الشيمي، مهاجم فريق طلائع الجيش مواليد 2009، مصرعه برفقة صديقه يوسف أبو النصر تحت عجلات قطار سريع أثناء عبورهما معبرًا عشوائيًا غير مؤمَّن على شريط السكة الحديد، في حادث صادم أعاد إلى الواجهة ملف الإهمال المزمن في ممرات العبور غير الآمنة المنتشرة على خطوط السكك الحديدية.
الإهمال يواصل حصد الأرواح بطوخ
المأساة وقعت في ظل غياب تام للرقابة والمتابعة، حيث يلجأ المواطنون لعبور القضبان من مكان غير رسمي جرى تثبيت "سلم" بدائي فيه كحل مؤقت ، بينما النفق الرسمي المخصص للعبور لا يتجاوز عرضه مترين، ويعاني من الإهمال وتراكم القمامة والعوائق التي تمنع استخدامه، ما جعل السكان يتفادونه ويخاطرون بحياتهم عبر ممر الموت.
المنطقة المحيطة بشريط السكة الحديد ، تحولت إلى ساحة للفوضى العشوائية ، إذ تنتشر جراجات السيارات والدراجات النارية ، وتُستخدم بعض المساحات كمناشر للملابس ومقالب للقمامة، وسط غياب أي إجراءات تنظيمية أو حماية حقيقية للمواطنين، ما جعل الأرواح عرضة للخطر في كل لحظة.
وعقب الحادث المؤلم، خيم الحزن على قرية نامول بمركز طوخ التي ودعت الشابين في جنازة مهيبة، وسط غضب شعبي عارم بسبب غياب رئيس مدينة طوخ عن مراسم التشييع والعزاء ، وغياب مسؤولي الرياضة واتحاد الكرة بمحافظة القليوبية ، وكذلك تجاهل وزارة الشباب والرياضة لهذا الحادث الذي راح ضحيته أحد لاعبي قطاع الناشئين المميزين ، دون حتى بيان نعي رسمي أو لفتة إنسانية.
وتأتي هذه الكارثة ضمن سلسلة حوادث مكررة شهدتها طوخ خلال النصف الأول من عام 2025، حيث لقي العديد من الأهالي مصرعهم أثناء عبورهم القضبان من أماكن غير مخصصة، كان أبرزها واقعة وفاة طفلين في مطلع يوليو الجاري أمام مركز شرطة طوخ، وهو ما يعكس استمرار نزيف الأرواح بسبب غياب الحلول الجذرية وترك هذه المعابر العشوائية دون تأمين.
أهالي المدينة يطالبون بسرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مؤكدين ضرورة إنشاء كوبري مشاة آمن ومؤمن أعلى شريط السكة الحديد، وإزالة التعديات والعشوائيات التي تحيط بالمزلقانات، وتفعيل الرقابة الميدانية، حتى لا تتكرر مآسي كهذه ويكون يوسف الشيمي آخر ضحايا الإهمال المزمن في طوخ.