بعد مطالبته بحذف أغاني أحمد عامر.. رد حاسم من أزهري على حمو بيكا

وجه الشيخ عبد العزيز النجار، أحد علماء الأزهر الشريف، رسالة إلى مطرب المهرجانات حمو بيكا؛ بعد مطالبته بحذف جميع أغاني الفنان الراحل أحمد عامر من على قناته الخاصة.
بعد وفاة أحمد عامر.. أزهري يوجه رسالة لـ حمو بيكا
وقال العالم الأزهري، من باب أولى أن يتعظ حمو بيكا، وأن يحذف هو الأغاني الخاصة به، وأن يسأل علماء الأزهر عن الحلال، وأن يتجه للحلال، متسشهدا بقول الله - تعالى-: " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم".
وأضاف العالم الأزهري، خلال حواره ببرنامج "علامة استفهام" تقديم الإعلامي مصعب العباسي، أنه يدعو الله أن يغفر للراحل أحمد عامر، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هناك صدقة وحسنة جارية، وأن هناك سيئة جارية.
وطالب الشيخ عبد العزيز النجار، من الجمهور، بعدم الشماتة في أحد بعد الوفاة، داعيًا كل شخص أن يعمل لما هو بعد الموت.
التوبة الصادقة لا تكون بتوصيات تُكتب على فراش الموت
وفي ذات السياق، قال الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم بشأن المطربين الذين يعلنون نيتهم حذف أغانيهم بعد وفاتهم: «في الآونة الأخيرة، توالت التصريحات من بعض المطربين والفنانين تفيد بأنهم يوصون بحذف أعمالهم الغنائية بعد وفاتهم، وهو ما يستدعي وقفة جادة مع هذا التناقض البيّن بين القول والعمل، لا من باب التشهير أو الإدانة، وإنما من باب النصيحة والتذكير، وتحكيم العقل والدين».
وتابع: إن كانت هذه الأعمال من غناء أو كلمات أو ألحان حلالًا كما يزعمون في حياتهم، فلماذا يُوصَى بحذفها بعد الممات؟ أَبعد الموت تتجلى الحقيقة؟ أم أن الإنسان يُفيق عند اقتراب الحساب، فيدرك ما كان يتغافل عنه، ويعجز عن مواصلة خداع نفسه؟ أم أنه يتوهم أن بإمكانه خداع الله بوصية تُمحى بها آثاره بعد موته، بينما لم يتب عنها في حياته؟
وأوضح مظهر شاهين: إن كانت هذه الأغاني محرّمة أو مشبوهة في نظرهم، فَلِمَ أقدموا عليها؟ وكيف رضوا أن تكون مصدر رزقهم ومعاشهم؟ وإذا كانوا يتبرؤون منها عند الموت، فماذا عن المال الذي جُني من ورائها؟ أهو مال طيب، أم مشوب بشبهة لا يُدرى حكمه؟ وهل يكفي أن يُنفق منه على النفس والأهل، أو يُتصدّق ببعضه، ليُطهَّر من دنس ما جنته الأيدي؟
وقال (شاهين): إن التوبة الصادقة لا تكون بتوصيات تُكتب على فراش الموت، بل بالفعل الصادق في الحياة، قبل أن يُغلق باب الرجوع. قال الله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ}.
وشدد: من كان صادقًا في توبته فليُبادر اليوم إلى محو ما يراه منكرًا في حياته، لا أن يؤجله إلى حين لا يملك فيه تغيير شيء. ومن كان يرى عمله حلالًا، فليتحمل مسؤوليته كاملة أمام الله، دون أن يتنصل منه عند دنو الأجل، فالحلال لا يُتبرأ منه، ولا يُستحى من الإبقاء عليه.
وأكد مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم أن التناقض بين إعلان البراءة من العمل بعد الموت، والمضي فيه أثناء الحياة، لا يليق بمن يحترم دينه أو عقله أو ضميره. وإن الصدق مع الله يقتضي وضوح الموقف، لا ازدواجية في المواقف. فلنراجع أنفسنا، فإن ما بعد الموت ليس محل تجميل أو تدارك، بل هو وقت الجزاء والحساب: {وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} .