الصحة العالمية: سنبقى في غزة ونعمل على إعادة تأهيل النظام الصحي بعد الحرب

قال طارق ياساريفيتش، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن المنظمة ستواصل دعمها للنظام الصحي في قطاع غزة حتى بعد انتهاء الحرب، مؤكداً أن العاملين في المجال الصحي أظهروا مرونة وقدرة على الصمود رغم الظروف القاسية التي يمرون بها، مشيرًا إلى أن إعادة بناء النظام الصحي ستتطلب وقتًا طويلاً وجهودًا ضخمة.
وأضاف، خلال مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن العاملين الصحيين في غزة يواصلون أداء عملهم رغم فقدانهم لأحبائهم وتعرضهم للخطر اليومي، مما يعكس التزامهم العميق تجاه مجتمعاتهم. وأوضح أن منظمة الصحة العالمية كانت موجودة في غزة قبل الحرب وستبقى بعدها، لكنها بحاجة إلى تسهيلات لوجستية وإرادة سياسية حقيقية تسمح بإعادة الإعمار.
وأكد ياساريفيتش أن القصف اليومي يجب أن يتوقف فورًا، وأن الأولوية القصوى الآن هي حماية الأرواح ووقف استهداف المنشآت الصحية، مضيفًا أن فرق المنظمة مستعدة للقيام بمهامها فور توفر الظروف المناسبة، داعيًا إلى وقف الانتهاكات وضمان احترام القانون الدولي الإنساني في جميع الأوقات.
تفشي الأمراض المعدية
وقال طارق ياساريفيتش، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن قطاع غزة يواجه خطر تفشي الأمراض المعدية بشكل غير مسبوق في العالم بسبب غياب المياه النظيفة وتدهور خدمات النظافة الأساسية، مشيرًا إلى ازدياد حالات الأمراض التنفسية وسوء التغذية، فضلًا عن صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.
وأضاف أن المنظمة سجلت حالات إصابة بفيروس شلل الأطفال والكبد الوبائي، موضحًا أن آلاف الأطفال بحاجة إلى إخلاء عاجل لتلقي العلاج. كما أشار إلى أن النساء الحوامل يعانين من انعدام الوصول إلى خدمات الولادة، وأن هناك أطفالًا يموتون بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية.
وأكد: ياساريفيتش أن جميع المؤشرات تدل على تفاقم الأزمة الصحية، ما لم يتم توفير الوقود والمياه النظيفة وظروف آمنة للعاملين. وأوضح أن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة ضروري لاحتواء الكارثة، مشددًا على أن غزة بحاجة ماسة إلى تدخل دولي عاجل لإنقاذ أرواح المدنيين ووقف الانهيار الصحي الشامل.
المساعدات الطبية
وأضاف أن المنظمة استطاعت إدخال كمية محدودة جدًا من المساعدات الطبية الأسبوع الماضي، لكنها لا تُلبّي حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة.
وأوضح أن المصابين لا يمكن إخلاؤهم بسبب نقص الإمكانيات، في حين تتزايد أعداد الجرحى يوميًا نتيجة استمرار القصف، مؤكدًا أن العاملين الصحيين يواصلون أداء مهامهم رغم غياب أبسط شروط السلامة.
وأكد ياساريفيتش أن هناك حاجة ملحّة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى تأمين وصول آمن ودائم إلى المرافق الطبية التي ما زالت تعمل في غزة،واعتبر أن العاملين الصحيين يستحقون كل الدعم، وأن استمرار منع الإمدادات هو انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني، مطالبًا بتحرك سياسي عاجل يمكّن المنظمات من أداء عملها.