عاجل

تقارب الخرطوم مع إيران يربك الحسابات الإسرائيلية.. فهل تلاحق إسرائيل البرهان؟

تقارب الخرطوم مع
تقارب الخرطوم مع إيران

في ظل  الصراع القائم في السودان، برز تحول لافت في السياسة الخارجية للجيش السوداني، بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أثار تساؤلات حادة في الأوساط الإسرائيلية والدولية على حد سواء، خاصة بعد تقارير تتحدث عن تعاون عسكري وتقني بين الخرطوم وطهران.

يأتي هذا التحول، الذي يراه البعض مفاجئًا، في وقت حساس تشهده المنطقة، ويعيد رسم خريطة التحالفات الإقليمية.

اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع

منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وجد البرهان نفسه في حاجة ماسة إلى دعم عسكري يمكنه من ترجيح كفة الصراع لصالحه.

ومع غياب دعم كافٍ من الشركاء التقليديين، لم يجد الرجل بُدًّا من إعادة فتح القنوات مع إيران، الخصم اللدود لإسرائيل، في خطوة أعادت للأذهان مرحلة ما قبل القطيعة الدبلوماسية في 2016.

تصاعد العلاقات التعاونية بين الجانبين

وفي هذا الصدد، كشفت تقارير إعلامية عن حصول الجيش السوداني على طائرات مسيرة من طهران، استخدمت بالفعل في عمليات ميدانية ضد قوات الدعم السريع.
وبينما لم تؤكد السلطات السودانية أو الإيرانية هذه الأنباء بشكل رسمي، فإن مصادر متعددة أشارت إلى زيارات أمنية متبادلة تمت خلال الأشهر الماضية، ما يعزز فرضية التعاون المتنامي.

ردود الفعل الإسرائيلية حول هذا التقارب

في إسرائيل، لم يمر هذا التقارب مرور الكرام، حيث أن وسائل إعلام عبرية اعتبرت أن البرهان بات أقرب إلى معسكر الخصوم، بعد أن كان في وقت سابق شريكًا محتملاً في اتفاقيات إبراهام.

وذهبت بعض التقارير التحليلية إلى حد التحذير من أن الخرطوم قد تتحول إلى قاعدة إيرانية متقدمة على البحر الأحمر، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الإسرائيلي.

لكن رغم اللهجة التصعيدية في بعض التقارير، لم تصدر حتى الآن مؤشرات رسمية على أن إسرائيل تخطط لملاحقة البرهان بشكل مباشر أو استهداف السودان عسكريًا.

ومع ذلك، يرجح خبراء في الشؤون الأمنية أن تل أبيب قد تلجأ إلى أدوات أخرى، مثل العمليات الاستخباراتية أو الحصار الدبلوماسي، لاحتواء النفوذ الإيراني دون الانخراط في مواجهة مفتوحة.

وهنا تكمن المفارقة أن البرهان، الذي كان يُنظر إليه كـ"رجل التطبيع" في السودان، بات اليوم في مرمى الشك الإسرائيلي، ما يعكس هشاشة التحالفات في المنطقة، وسرعة تغيّر المعادلات تحت ضغط الصراعات الداخلية والحسابات الإقليمية.

وفي الوقت الذي تراقب فيه إسرائيل تطورات السودان بحذر، تبقى الخيارات مفتوحة أمامها، بين انتهاج سياسة الردع غير المعلن، أو محاولة استقطاب الخرطوم مجددًا نحو المعسكر الغربي. لكن المؤكد حتى الآن، أن تقارب البرهان مع إيران لن يمر دون تبعات على توازنات القوى في القرن الأفريقي، وقد يكون مقدمة لتحولات أوسع في المشهد الأمني الإقليمي.

تم نسخ الرابط