كيف أثرت على مائدة الإفطار المصرية؟
معدلات التضخم .. كيف أثرت على مائدة الإفطار المصرية؟

منذ سنوات، اعتادت صفية محمد أن تخصص جزءًا من راتب زوجها، الذي يعمل في إحدى الشركات الخاصة، قبل شهر رمضان لشراء مستلزمات الشهر الكريم من اللحوم والدواجن والسلع الأخرى من الياميش وغيرها، وذلك لتجنب شراء هذه المستلزمات أثناء الصيام أو مواجهة ارتفاع الأسعار في تلك الفترة.
وقالت صفية، الأم لأسرة مكونة من 5 أفراد، لموقع «نيوز رووم»:" كنت باخد 3000 جنيه مثلاً، وأروح أشتري كل حاجة كنت محتاجاها .. لكن مع مرور الوقت وارتفاع الأسعار والتضخم، تغيرت الأمور، لتتفاجأ بأن هذا المبلغ الذي تحتاجه لشراء نفس المستلزمات أصبح ضعف ما كانت تنفقه، بل وأحيانًا ثلاثة أضعاف .. دلوقتي كليو اللحمة وصل لـ 450 جنيه".
تحسين مستوى معيشة المواطن
في السنوات الأخيرة، اتخذت الدولة مجموعة من القرارات لزيادة الأجور في القطاع الخاص، حيث وصل الحد الأدنى للأجور إلى 7000 جنيه، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية.
وقرر المجلس القومي للأجور برئاسة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، زيادة الحد الأدنى للعاملين في القطاع الخاص إلى 7000 جنيه، على أن يتم تطبيق هذا القرار في مارس 2025.
زيادة الأسعار لا تتناسب مع زيادة الأجور
لكن بالرغم من زيادة الراتب، فإن صفية تجد أن الأسعار قد ارتفعت أكثر من الزيادة في الأجور، وقالت:" الأسعار بتزيد أكتر من زيادة المرتبات"، مشيرة إلى أن راتب زوجها ارتفع من 2500 إلى 6500 جنيه، ولكن في مقابل ذلك، ارتفعت الأسعار بشكل أكبر.
تتذكر صفية الأيام التي كان فيها زوجها يتقاضى 2500 جنيه تقول: «كانت كل حاجة رخيصة، والـ 1000 جنيه كانت بتجيب حاجات كتير، دلوقتي يدوب بتجيب حاجة صغيرة».
إرتفاع أسعار الياميش
على نفس المنوال، وجد وليد أحمد، نفسه مضطراً لتقليل كميات السلع التي اعتاد شراءها استعدادًا لشهر رمضان، وقال: «قللت الحاجات اللي كنت بجيبها عشان الأسعار»، مضيفًا أنه حتى في شراء الياميش، استغنى عن بعض الأصناف بسبب ارتفاع الأسعار.
وليد، الذي يبلغ من العمر 49 عامًا، كان كما العديد من الأسر المصرية، اعتاد شراء كميات من البقوليات واللحوم قبل رمضان استعدادًا للموائد المتنوعة، لكنه في هذا العام، اضطر لتقليل كميات الطعام أو التخلي عن بعض الأصناف.
وأضاف وليد أثناء حديثه لنيوز رووم: «أهم حاجة اشتريت اللحوم والحاجات الأساسية»، موضحًا أنه اختار التوجه إلى أصناف أقل في السعر والجودة لتقليص المصاريف.