عاشوراء فى الجاهلية .. خالد الجندي يكشف قدسية اليوم قبل الإسلام

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن يوم عاشوراء لم تكن له مكانة فقط في الإسلام، بل كان مقدسًا عند العرب قبل البعثة النبوية، حيث كانت قريش تعظّمه وتحتفل به، وكانوا يصومونه إكرامًا له.
وقال خالد الجندي، خلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة DMC، إن قريش كانت تكسو الكعبة يوم عاشوراء، كما نقل الإمام ابن حجر العسقلاني، وكان ذلك تعبيرًا عن التقديس والروحانية التي أحاطت بهذا اليوم عبر العصور، مما يعكس عُمق رمزيته الدينية حتى في الجاهلية.
النبي وصيام عاشوراء قبل الهجرة
أوضح خالد الجندي أن النبي محمدًا، صلى الله عليه وسلم، كان يصوم يوم عاشوراء قبل الهجرة، لكنه لم يكن يأمر المسلمين بصيامه، بل فعله تقربًا إلى الله تعالى، وموافقةً لقريش في العبادات التي لا تخالف التوحيد.
وأشار خالد الجندي إلى أن هذا الصيام لم يكن تشريعًا عامًا في مكة، بل كان من مظاهر التعبد الفردي للنبي الكريم، بما يتماشى مع مبدأ موافقة المعروف من أفعال قومه مادام لا يتعارض مع أصول العقيدة.
صيام عاشوراء بعد الهجرة
أشار الشيخ خالد الجندي إلى أن التحول الحقيقي في التعامل مع يوم عاشوراء بدأ بعد الهجرة إلى المدينة، عندما وجد النبي صلى الله عليه وسلم اليهود يصومون هذا اليوم تعظيمًا لنجاة نبي الله موسى عليه السلام من فرعون.
وتابع خالد الجندي: "عندها قال النبي الكريم: "نحن أحق بموسى منكم"، وأمر بصيام عاشوراء، بل شجع الصحابة على تدريب أطفالهم على صيامه، حتى كانوا يصنعون لهم الدمى من الصوف لتسلية الصغار وتخفيف مشقة الصيام عنهم".
التوافق النبوي مع الخير
لفت خالد الجندي إلى أن موافقة النبي لأهل مكة أو لليهود في بعض الشعائر لم تكن من باب العشوائية أو التقليد، بل توافقًا مع القيم التعبدية التي يُقرّها الإسلام، والتي تتمحور حول الشكر لله، ونصرة الحق، والتوحيد.
وأكد خالد الجندي أن النبي محمدًا شارك قبل البعثة في حلف الفضول، وهو حلف تم لإغاثة المظلوم، قائلاً عنه: "لو دُعيت به في الإسلام لأجبت"، مما يدل على أن الإسلام لا يرفض الممارسات الخيّرة السابقة إذا كانت منسجمة مع مبادئه الأخلاقية والدينية.

عاشوراء بين التاريخ والعبادة
اختتم خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن يوم عاشوراء يجمع بين التاريخ والعبادة، فهو يوم نصر فيه الله نبيه موسى على الطغيان، كما أنه يوم تضامن بين الأنبياء وأممهم، ورمز لعبادة شكر الله، وهي قيمة راسخة في كل الشرائع.
ودعا خالد الجندي المسلمين إلى التمسك بسنة صيام عاشوراء، لأنها تغفر ذنوب عام مضى، وتحمل دروسًا روحية وتاريخية عميقة، تُجدد فيها الأمة عهدها بالشكر والامتنان لله تعالى.