عاجل

روسيا تصعد إجراءاتها العسكرية بعد مقتل نائب قائد القوات البحرية في كورسك

قائد قوات البحرية
قائد قوات البحرية الروسية

أثار مقتل نائب قائد القوات البحرية الروسية في مقاطعة كورسك جدلاً واسعًا حول حقيقة السيطرة الروسية على المنطقة، وذلك بعد استهداف نقطة تمركز تابعة للجيش الروسي بطائرة مسيّرة أوكرانية، وفق ما نقله حسين مشيك، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من موسكو.

وفي تصريحات للمذيع أحمد أبو زيد، أشار مشيك إلى أن كورسك، التي كانت هدفًا لاختراق أوكراني مباشر في السادس من أغسطس الماضي، استعادت روسيا السيطرة الكاملة عليها خلال الأشهر الأخيرة، لكن هذا الهجوم الأخير سلط الضوء على هشاشة الوضع الأمني هناك، وطرح علامات استفهام حول مدى نجاح موسكو في تأمين حدودها الغربية بشكل فعلي.

درع أمني روسي جديد

وبحسب أحمد أبو زيد، في مواجهة تكرار الهجمات بالطائرات المسيّرة الأوكرانية، بدأت موسكو تنفيذ خطة لإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي الأوكرانية المحاذية لحدودها، كوسيلة لحماية الأمن القومي ومنع تسلل الطائرات بدون طيار، بحسب ما أكده مشيك.

ولفت أحمد أبو زيد إلى أن هذه الخطوة تحظى بأولوية قصوى لدى القيادة الروسية، حيث شدد الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرًا على أهمية المنطقة العازلة باعتبارها إجراءً استراتيجيًا طويل الأمد لضمان استقرار الحدود الروسية، لاسيما بعد تكرار الهجمات النوعية التي تستهدف مواقع عسكرية حساسة.

الدفاعات الجوية الروسية 

رغم التطور الكبير في منظومة الدفاعات الجوية الروسية، أشار أحمد أبو زيد إلى أن الطائرات المسيّرة الأوكرانية ما تزال تمثل تهديدًا فعليًا، إذ تنجح الدفاعات الروسية في اعتراض عدد كبير منها، إلا أن بعضها يتمكن من اختراق التحصينات الجوية والوصول إلى أهداف حيوية، مثلما حدث في الهجوم الذي أودى بحياة القائد العسكري الروسي.

وأوضح أحمد أبو زيد أن تكرار تلك الخروقات يعزز من حالة القلق داخل المؤسسة العسكرية الروسية، ويدفع باتجاه تسريع تنفيذ المنطقة العازلة كحل وقائي، خاصة أن تكلفة الضربات النوعية تتزايد سياسيًا وعسكريًا مع تصاعد الصراع.

احتمالات توسّع المنطقة العازلة

تطرق أحمد أبو زيد إلى الجدل الدائر داخل الأوساط السياسية والعسكرية الروسية بشأن العمق الجغرافي للمنطقة العازلة، مشيرًا إلى أن بعض التحليلات في موسكو ترى أن استمرار تدفق الأسلحة الغربية إلى كييف قد يفرض على روسيا توسيع المنطقة العازلة لتشمل أجزاء أكبر من الأراضي الأوكرانية.

وفي هذا السياق، واعتبر أحمد أبو زيد أن بعض المسؤولين الروس ضمان الأمن الروسي لن يتحقق إلا عبر القضاء التام على قدرة أوكرانيا في استخدام المسيّرات ضد الداخل الروسي، وهو ما قد يُترجم إلى عمليات موسعة داخل الأراضي الأوكرانية خلال الفترة المقبلة.

الدفاع الروسي 
الدفاع الروسي 

ضبابية المشهد تعقيد الأزمة

في ظل التطورات الأخيرة، يبدو أن الضربة المؤلمة في كورسك أعادت تسليط الضوء على الهشاشة الأمنية في بعض المناطق الحدودية الروسية، رغم التصريحات الرسمية بالسيطرة، وتبقى المنطقة العازلة المقترحة عنوانًا للمرحلة المقبلة، وسط تصاعد القتال واستمرار دعم الغرب لكييف، مما يجعل احتمالات التصعيد أكثر ترجيحًا من التهدئة في المدى القريب.

تم نسخ الرابط