عاجل

محمد المصري: الاحتلال يفرض وقائع قبل التهدئة و"خطة ويتكوف" تُناقش برعاية مصرية

قطاع غزة
قطاع غزة

أكد اللواء الدكتور محمد المصري، رئيس المركز الفلسطيني للبحوث، أن التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة يأتي في إطار محاولة مدروسة لفرض واقع ميداني جديد قبيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من هذه التحركات هو الضغط على المفاوض الفلسطيني ودفعه لتقديم تنازلات جوهرية في ملفات حساسة.

وقال محمد المصري، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، إن الاحتلال يحاول استغلال الأيام الأخيرة قبل أي هدنة لتوسيع رقعة سيطرته داخل غزة، ولا سيما في المناطق الشمالية والشرقية، مؤكدًا أن هذه التحركات تسير بالتوازي مع المساعي الدولية الجارية للتوصل إلى صيغة تهدئة مؤقتة.

"خطة "ويتكوف المعدلة

كشف محمد المصري عن أن ما يجري حاليًا مرتبط بخطة "ويتكوف المعدلة"، والتي يتم بحثها برعاية مصرية وقطرية، وتهدف إلى إقرار هدنة لمدة 60 يومًا، تكون بمثابة مرحلة انتقالية نحو مفاوضات الحل النهائي بين الجانبين.

وأوضح محمد المصري أن بعض قيادات الجيش الإسرائيلي باتت تعترف ضمنيًا بانتهاء الأهداف العسكرية، في حين يصرّ اليمين المتطرف بزعامة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش على مواصلة العمليات العسكرية، بحجة ضرورة السيطرة الكاملة على قطاع غزة.

وأضاف محمد المصري: لا"الانقسام داخل الكابينت الإسرائيلي يعكس فشل المؤسسة السياسية والعسكرية في حسم المعركة، رغم مرور شهور من التصعيد العنيف".

تحركات لتثبيت المكاسب

أشار محمد المصري إلى أن إسرائيل تسعى لفرض مناطق عازلة داخل غزة بحكم الأمر الواقع، خصوصًا في الشمال والشرق، حيث تعمل القوات الإسرائيلية على تثبيت مواقع عسكرية ومنع عودة المدنيين الفلسطينيين.

واعتبر محمد المصري أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وتحديًا للإرادة الدولية المطالبة بإعادة الإعمار وعودة السكان إلى منازلهم، محذرًا من أن غياب أي ضمانات دولية سيجعل الهدنة المرتقبة هشة وقابلة للانهيار في أي وقت.

تل أبيب تتحكم بالمساعدات 

في السياق ذاته، أكد محمد المصري أن آلية توزيع المساعدات الإنسانية الأمريكية والإسرائيلية يتم استغلالها بشكل واضح من قبل تل أبيب كأداة سياسية للابتزاز والضغط على سكان القطاع.

وأوضح محمد المصري أن إسرائيل تتحكم بشكل كامل في تدفقات الغذاء والدواء والماء إلى قطاع غزة، مما يجعلها تمتلك ورقة ضغط يومية ضد الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة تؤكد أن إسرائيل غير ملتزمة بأي اتفاقات طويلة الأمد، وقد تعود للحرب في أي لحظة.

اللواء محمد المصري 
اللواء محمد المصري 

الحذر من تكرار سيناريو يناير

اختتم محمد المصري حديثه بالتأكيد على أن الاحتلال لا يلتزم بتعهداته، مستشهدًا بما جرى عقب اتفاق يناير، حينما استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية بعد أيام فقط من عودة المدنيين إلى شمال غزة، وهو ما يعزز الشكوك حول صدق نواياها في أية تهدئة مرتقبة.

وشدد محمد المصري على أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأطراف الراعية، مطالب بإيجاد آلية مراقبة وضمانات حقيقية لأي اتفاق قادم، مؤكدًا أن المعركة الحالية ليست فقط عسكرية، بل سياسية وإنسانية بامتياز.

تم نسخ الرابط