الأمم المتحدة: ما يحدث في غزة إبادة جماعية و"مساعدات الموت" تتطلب وقفة

كشفت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، عن حقائق صادمة بشأن ما يجري في قطاع غزة، مؤكدة أن ما تشهده المنطقة هو إبادة جماعية واضحة ومستمرة، تمارسها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين.
وقالت فرانشيسكا ألبانيز، في تصريحات نقلتها قناة "القاهرة الإخبارية"، إن هناك مؤسسات وجهات دولية استفادت ماليًا من الدمار والقتل في غزة، محذرة من أن السكوت الدولي على هذه الممارسات يمثل تواطؤًا غير مباشر في جرائم الحرب التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.
تصدير السلاح لإسرائيل
طالبت فرانشيسكا ألبانيز بضرورة فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة لإسرائيل، مؤكدة أن الاستمرار في تزويدها بالأسلحة والذخائر يُعد دعمًا مباشرًا لجرائم الإبادة، ويُغذي آلة الحرب التي تحصد أرواح الأبرياء في غزة.
وأشارت فرانشيسكا ألبانيز إلى أن المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع حاليًا تحوّلت إلى "مصائد موت"، حيث تُستخدم كغطاء لارتكاب مزيد من الجرائم، في ظل غياب آلية دولية فعالة لحماية المدنيين أثناء تسلمهم لهذه المساعدات.
إيقاف جميع الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل
في تحذير جديد للأسرة الدولية، شددت فرانشيسكا ألبانيز على ضرورة إيقاف جميع الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل، كخطوة عاجلة لمحاسبتها على الجرائم المرتكبة في فلسطين، مشيرة إلى أن استمرار التعاون الاقتصادي والدبلوماسي معها يُعد مكافأة على سياسات القمع والتطهير العرقي.
وقالت فرانشيسكا ألبانيز إن حملة الإبادة في غزة تُنفذ أحيانًا تحت ذريعة توزيع المساعدات، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية ويحول دون وصول المساعدات الحقيقية إلى مستحقيها.
دعم اقتصادي خفي
أكدت فرانشيسكا ألبانيز أن هناك جهات اقتصادية كبرى تدعم استمرار الحرب على غزة، سواء من خلال الاستثمارات المباشرة في شركات إسرائيلية أو عبر شراء منتجات وخدمات تساهم في تمويل الجيش الإسرائيلي، داعية هذه الشركات إلى قطع علاقاتها الاقتصادية فورًا مع إسرائيل.
وأضافت فرانشيسكا ألبانيز أن من الضروري أن يُدرك المجتمع الدولي أن الاقتصاد الإسرائيلي جزء من منظومة الإبادة، ويجب تجفيف منابعه المالية لوقف نزيف الدم الفلسطيني.
تربح من دماء الفلسطينيين
كشفت فرانشيسكا ألبانيز عن أن أكثر من 60 شركة دولية كبرى تحقق أرباحًا طائلة من المذبحة المستمرة في غزة، سواء من خلال صفقات السلاح أو الخدمات اللوجستية والتكنولوجيا التي تُستخدم في الحرب.
ووصفت فرانشيسكا ألبانيز ما يحدث بأنه واحدة من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في التاريخ المعاصر، محذرة من أن استمرار صمت العالم سيسجّل في صفحات سوداء من تاريخ الإنسانية.

دعوة عاجلة للتحرك الدولي
اختتمت فرانشيسكا ألبانيز تصريحاتها بالتأكيد على أن الوقت قد حان ليتحرك المجتمع الدولي بشكل فعّال، ويفرض إجراءات عقابية واضحة ضد إسرائيل، قائلة: "يجب أن تتوقف الشركات والمؤسسات المتورطة في اقتصاد الإبادة، ويجب أن يُحاسب كل من ساهم في هذه الجرائم، سواء بالسلاح أو بالصمت."
ودعت فرانشيسكا ألبانيز إلى تشكيل تحالف عالمي للعدالة الإنسانية، يضع حدًا للمأساة المستمرة في قطاع غزة، ويعيد الاعتبار للضمير الدولي الغائب.