عاشوراء .. حسن سليمان: يوم من أعظم أيام الله في التاريخ الإسلامي I فيديو

أكد الدكتور حسن سليمان، رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق، أن يوم عاشوراء يمثل أحد أعظم أيام الله في التاريخ الإسلامي، لما يحمله من معانٍ روحية وتاريخية عميقة، جعلته محفورًا في وجدان الأمة الإسلامية عبر الأجيال.
وأوضح حسن سليمان، خلال حلقة خاصة من برنامج "هذا الصباح" المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أن هذا اليوم العظيم شهد نجاة نبي الله موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون، وهو الحدث الذي جعله الله مناسبة للتأمل والعبادة وشكر النعمة.
وأشار حسن سليمان إلى أن يوم عاشوراء ليس مجرد حدث عابر، بل تزامن مع وقائع كونية عظيمة، منها رسو سفينة نوح عليه السلام على جبل الجودي، وكذلك خروج نبي الله يونس من بطن الحوت، مما يجعل هذا اليوم جامعًا لأحداث مليئة بالعبر والدروس الإيمانية.
بداية روحية للعام الهجري
لفت حسن سليمان إلى أن الأشهر الحرم، التي اختصها الله بمكانة عظيمة في القرآن الكريم، تبدأ وتنتهي بشهرين يحملان روحانية خاصة، هما ذو الحجة والمحرم.
وأوضح حسن سليمان أن هذا الترتيب الإلهي يمنح العام الهجري بُعدًا روحانيًا متكاملًا، حيث يبدأ وينتهي بمواسم طاعة، ترفع درجات الإيمان، وتحث المسلم على الابتعاد عن المعاصي والانشغال بالطاعات.
وأضاف حسن سليمان أن شهر المحرم هو من أعظم الشهور التي يستحب فيها الصيام والعبادة، وجاءت سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتؤكد فضل الصيام فيه، خاصة يوم عاشوراء، لما له من مكانة عظيمة عند الله.
مراتب صيام عاشوراء
أوضح حسن سليمان أن صيام يوم عاشوراء مرّ بعدة مراحل تشريعية، فقد كان في البداية فريضة واجبة على المسلمين قبل أن يُفرض صيام رمضان، ثم أصبح سنة مستحبة بعد ذلك.
وبيّن حسن سليمان أن مراتب الصيام في عاشوراء ثلاث، على النحو التالي: "المرتبة الأولى .. صيام أيام 9 و10 و11 من المحرم، وهي الأفضل لنيل الأجر الكامل، المرتبة الثانية: صيام يومي التاسع والعاشر فقط، المرتبة الثالثة: صيام العاشر (عاشوراء) فقط، وهو أقل المراتب لكنه يظل سنة مأجورة".
وأكد حسن سليمان أن أفضل مراتب الصيام هي المرتبة الأولى، لما فيها من مخالفة لليهود الذين كانوا يصومون هذا اليوم، مشيرًا إلى قول النبي ﷺ: "نحن أحق بموسى منهم"، في إشارة إلى أن المسلمين هم الأَولى باتباع الأنبياء وتكريم ذكراهم.
التباين بين عاشوراء الإسلامي
تطرق حسن سليمان إلى الفرق بين عاشوراء الإسلامي ويوم "كيبور" اليهودي، موضحًا أن الأخير يُعرف بـ"يوم الغفران"، وهو يوم صيام ديني عند اليهود، لكنه لا يتطابق دائمًا مع يوم عاشوراء، بسبب اختلاف التقويمين القمري والشمسي.
وأشار حسن سليمان إلى أن التقويم العبري يعتمد نظامًا خاصًا يُدرج فيه شهرًا إضافيًا كل ثلاث سنوات لتعويض الفرق بين السنة الشمسية والقمريّة، وهو ما يؤدي إلى اختلاف مواعيد صيامهم عن المسلمين في بعض السنوات.

دعوة للتأمل وشكر النعمة
اختتم حسن سليمان حديثه بالتأكيد على أن يوم عاشوراء هو فرصة عظيمة للمسلمين لتجديد الإيمان، والتأمل في سنن الله في الكون، وشكر النعم التي منحها الله لعباده، مشددًا على أهمية الاقتداء بسنة النبي ﷺ في صيام هذا اليوم، وتعليم الأبناء قيمة الصبر والنجاة والثقة بوعد الله