"تجميد البويضات".. إكرام فطين: إجراء آمن يدعمه الطب الحديث للأمومة

أكد الدكتور إكرام فطين، أستاذ الوراثة البشرية، أن عملية تجميد البويضات تُعد خيارًا آمنًا ومتاحًا للنساء الراغبات في تأجيل الإنجاب ، خاصةً في ظل تغيرات العصر وتسارع وتيرة الحياة.
وأوضح إكرام فطين ، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة "صدى البلد"، أن الإجراء أصبح شائعًا ومعتمدًا طبيًا في الكثير من دول العالم، مشيرًا إلى أن التجميد لا يحمل أي أضرار صحية جسيمة إذا ما تم تحت إشراف طبي متخصص وفي الوقت المناسب.
السن عامل حاسم
وأشار إكرام فطين إلى أن السن المبكر هو العامل الأهم لنجاح عملية تجميد البويضات، حيث يُفضَّل إجراؤها خلال فترة الخصوبة المرتفعة، أي بين أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات.
وأوضح إكرام فطين أن التجميد في هذه المرحلة يقلل من احتمالية وجود تشوهات أو خلل وراثي في البويضة، ويرفع من فرص الحمل السليم في المستقبل عند استخدامها.
وأضاف إكرام فطين ، أن التقدم في السن يؤثر بشكل مباشر على جودة البويضات، ما يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض وراثية مثل متلازمة داون وغيرها، وهو ما يجعل التجميد المبكر خطوة استباقية ذكية.
بروتوكولات طبية دقيقة
شدد إكرام فطين على أهمية الالتزام بالبروتوكولات الطبية المعتمدة عند إجراء التجميد، والتي تشمل خطوات صارمة في سحب البويضات، معالجتها، وتخزينها بطريقة تضمن سلامتها واستقرارها حتى لحظة الاستخدام.
وأشار إكرام فطين إلى أن النجاح في هذه العملية لا يتوقف فقط على التجميد بحد ذاته، بل يشمل أيضًا المتابعة الدورية مع الطبيب المختص، والتأكد من توافر جميع العوامل البيئية والمخبرية التي تحافظ على كفاءة البويضات المجمدة.
خطوة تمكّن المرأة
وأكد إكرام فطين ، أن تجميد البويضات يُعد خيارًا مثاليًا للنساء اللاتي قد تؤجلن قرار الإنجاب لأسباب مهنية، أو تعليمية، أو اجتماعية، فمن خلال هذه التقنية، تتمكن المرأة من التحكم في توقيت الحمل، دون أن تخشى تراجع فرص الإنجاب أو تدهور جودة البويضات مع التقدم في العمر.
وأضاف إكرام فطين ، أن التجميد لم يعد مجرد رفاهية، بل أصبح ضرورة طبية في بعض الحالات، خاصة للنساء اللاتي يخضعن لعلاج كيماوي أو إشعاعي قد يؤثر على الخصوبة.

وعي مجتمعي مطلوب
اختتم إكرام فطين حديثه بدعوة المجتمع إلى دعم ثقافة تجميد البويضات كخيار طبي مشروع، بعيدًا عن الأحكام المسبقة أو الموروثات الاجتماعية القديمة، مشيرًا إلى أن الطب الحديث يتيح حلولًا عملية تحترم قرارات المرأة وتمكّنها من التخطيط لمستقبلها دون ضغوط.
وأكد إكرام فطين أن زيادة الوعي الصحي بهذه القضية هو الطريق الأمثل لتعزيز فرص الإنجاب السليم، وتخفيف القلق المرتبط بالخصوبة والسن، خاصة في المجتمعات العربية التي لا تزال تتحفظ على هذه الممارسات رغم مشروعيتها الطبية.