أمجد الشوا: الاحتلال يستخدم الغذاء «أداة تضليل».. وقطاع غزة يواجه «كارثة»

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حذّر أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع بشكل غير مسبوق، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة "تضليل ممنهج" تجاه المجتمع الدولي، عبر الترويج لصورة زائفة عن إدخال المساعدات، بينما الواقع يشير إلى شبح مجاعة حقيقية يخيم على سكان القطاع.
كميات غذاء محدودة
وخلال مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية، قال أمجد الشوا إن إدخال المواد الغذائية إلى غزة لا يزال محدودًا للغاية رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على الحصار الكامل، مشيرًا إلى أن ما يُسمى بـ"الآلية العسكرية الإسرائيلية – الأمريكية"، التي يُفترض أن تسمح بدخول مساعدات، لا تُقدم سوى كميات ضئيلة وغير كافية.
وأوضح أمجد الشوا أن بعض هذه المساعدات تدخل عبر برنامج الغذاء العالمي، ولكنها تُستخدم، حسب وصفه، "لذر الرماد في العيون" ولتضليل المجتمع الدولي، مؤكدًا أن إسرائيل تحاول التهرب من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية عبر تصوير الواقع بشكل لا يمت للحقيقة بصلة.
خطر الجوع والعطش
وأكد أمجد الشوا أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتدهور على نحو كارثي، حيث بات انعدام المواد الغذائية والدوائية وحتى مياه الشرب يمثل تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين، قائًلا: "اليوم نحن أمام خطر شديد متعلق بتوفير المياه، سواء للشرب أو للاستخدام اليومي، والمواطن الغزي يعيش تحت أقصى درجات الضغط والمعاناة".
وأضاف أمجد الشوا أن انتشار الأمراض الناتج عن غياب النظافة ومستلزماتها يُنذر بكارثة صحية، خاصة بين الأطفال، في ظل تفشي أمراض مثل التهاب الكبد الوبائي، والتهاب السحايا، والحمى الشوكية.
اكتظاظ يفوق قدرة التحمل
وكشف أمجد الشوا عن أرقام صادمة للنزوح داخل القطاع، قائلاً إن نحو 92% من سكان غزة باتوا نازحين، ويعيشون الآن في مساحة لا تتجاوز 18% من إجمالي مساحة القطاع، ما أدى إلى ازدحام غير مسبوق، مع انهيار شبه تام في البنية التحتية، وغياب كامل للخدمات الأساسية.
وأكد أمجد الشوا أن هذا الاكتظاظ في المساحات الضيقة أسهم في تسارع انتشار الأمراض، ورفع من معدلات العدوى، خصوصًا في ظل غياب أدنى مقومات الرعاية الصحية والوقائية، ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني بشكل مرعب.

مجاعة تلوح في الأفق
وشدّد أمجد الشوا على أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل دفع سكان القطاع نحو المجاعة، عبر سياسة التجويع الممنهج ومنع إدخال المساعدات، مؤكدًا أن مظاهر المجاعة باتت واقعًا يوميًا في كل بيت، وكل حي من أحياء القطاع.
وقال أمجد الشوا بلهجة حاسمة: "المواطن الغزي اليوم لم يعد يملك الحد الأدنى من مقومات البقاء، والمساعدات التي يُقال إنها تدخل، لا وجود فعلي لها على الأرض، والمؤشرات كلها تنذر بانفجار إنساني كبير في حال استمر الوضع على ما هو عليه".