كيف تدفعنا الظروف الصعبة والشدائد إلى الرحمة؟.. عالم أزهري يجيب

قال الدكتور علي عثمان شحاتة، أستاذ الثقافةالإسلامية بجامعة الأزهر، إننا نعيش بالفعل في عصر يموج بالفتن الأخلاقية والمادية، وتتسم أيامه بإيقاع سريع وضغوط متزايدة، لكن هذا لا يعني أن الرحمة غابت بسببه، بل إن الرحمة هي العلاج الحقيقي لهذه الفتن، لا ضحيتها.
العلاقة بين الرحمة والفتن
وأضاف أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، خلال حوار ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس: "الرحمة والفتن بينهما علاقة تداخل وتأثير متبادل، فقد تؤدي الفتن إلى تنمية القسوة في النفوس، وقد تقابل القسوة بقسوة فيختفي التراحم من بين الناس، بينما الأصل أن الشدائد ينبغي أن تُقابل بالرحمة لا بالقسوة، لأن القسوة تزيد الشدائد، أما الرحمة فتبث السكينة في القلب وتمنح الإنسان القدرة على التفكير الهادئ والتصرف الرشيد".
مظاهر القوة النفسية والعقلية
وأكد أن الرحمة ليست ضعفًا كما يظن البعض، بل أحد مظاهر القوة النفسية والعقلية، موضحًا أن الشخص الرحيم قادر على التحكم في مشاعره، والسيطرة على انفعالاته، واتخاذ قرارات حكيمة في أصعب الأوقات.
وتابع: "الرحيم ليس ضعيفًا، بل هو قوي السيطرة على نفسه، لا يستجيب لنوازع الغضب أو الانتقام، بل يحكم عقله وقلبه معًا، أما الإنسان الضعيف فهو من يُستفَز بسرعة، ويتصرف بعشوائية، وتصدر منه قرارات غير محسوبة، وفي زمن الأزمات والفتن، نحتاج إلى من يملك رحمة العقل، ورحمة القلب، ورحمة السلوك، فبهذه القيم تبنى المجتمعات وتُحمى الأسر ويُصان الإنسان، والرحمة ليست ترفًا أخلاقيًّا بل ضرورة حضارية".
https://www.youtube.com/watch?v=LqsyzZi-uY0