عاجل

"90 دقيقة" تكشف الحقيقة بين الحزن والهلع: بسمة وهبة تُعزّي ضحايا حادث المنوفية

الإعلامية بسمة وهبة
الإعلامية بسمة وهبة

في لحظة إنسانية مؤثرة، افتتحت الإعلامية بسمة وهبة حلقتها من برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور"، بتقديم خالص العزاء لأسر ضحايا حادث المنوفية الأليم، الذي أسفر عن وفاة 18 فتاة في طريقهن إلى العمل، واصفة إياهن بـ"18 زهرة من بستان حياتنا".

وقالت بسمة وهبة: "نحسبهم عند الله شهداء، لأنهم كانوا في طريقهم إلى عملهم، خارجين للسعي وراء الرزق الحلال"، مشيرة إلى أن هذه الحادثة تمثل صفعة موجعة على ضمير المجتمع، ودليلًا على حاجة أبناء الطبقات الكادحة إلى رعاية حقيقية.

وفي لفتة غير معتادة على الشاشة، وقفت بسمة وهبة دقيقة حداد على أرواح الفتيات، ودعت جمهورها إلى الوقوف معها، قائلة: "من مكاني هنا أحب إننا نقف لهم دقيقة حداد، وبسأل الله لأهلهم وذويهم الصبر والسلوان".

وجع يتجاوز الكلمات: دعوة للحماية والدعم

واختتمت بسمة وهبة كلمتها بالدعاء: "ربنا يربط على قلب أسرهم ويحفظ بلدنا"، مؤكدة أن كل نفس تخرج من بيتها إلى لقمة عيشها تستحق الحماية والدعم والرعاية من الدولة والمجتمع.

وشددت بسمة وهبة على أن الحزن في مثل هذه الكوارث لا يُعالج بالكلمات، بل بالسياسات والإجراءات الحقيقية التي تحمي أرواح الأبرياء من إهمال الطرق وسوء إدارة النقل.

شائعات البحار: وهبة تهاجم "القبطان المُفزع"

في جزء آخر من البرنامج، خصصت الإعلامية بسمة وهبة فقرة لردع الشائعات المتداولة حول كوارث بحرية محتملة، ووجهت انتقادات حادة لأحد القباطنة الذي تحدث مؤخرًا عبر السوشيال ميديا عن زلازل وبراكين قد تضرب منطقة البحر المتوسط.

وطرحت وهبة تساؤلات حادة: "أنا كإعلامية لازم أتحرى الدقة... حضرتك بتقول (جالنا معلومات)، طب مين أنتم؟ وجالكم من مين؟ والمصدر فين؟"، مشددة على أن استخدام عبارات مثل "بركان" و"زلزال" دون سند علمي يؤدي إلى حالة فزع جماعي.

السياحة في خطر: فزع غير مبرر يضرب الاقتصاد

وأضافت وهبة أن نشر مثل هذه التصريحات في موسم الصيف يهدد قطاع السياحة بأكمله، قائلة: "أنت بترعب ملايين المواطنين وبتضرب موسم سياحة كامل وبتأثر على شغل آلاف العاملين، من غير أي دليل أو سند علمي".

وأكدت أن التصريحات المرسلة تضر بسمعة مصر وتهدد الثقة في الأمن السياحي والمائي، مطالبة السلطات المختصة بمحاسبة مروجي الشائعات واتخاذ موقف رسمي من هذه الظواهر الإعلامية الخطيرة.

عم مريم: "مصر كلها كانت معانا"

وفي مداخلة إنسانية، استضافت وهبة أسامة هادي، عم الطفلة التونسية مريم التي عُثر على جثتها بعد 72 ساعة من الفقدان في البحر، حيث عبّر عن امتنانه لتعاطف الشعب المصري العميق مع أسرته في هذه المحنة.

قال هادي: "تلقيت مكالمات ورسائل دعم من مصريين كثيرين، وحسيت إن مصر كلها واقفة جنبنا". وأوضح تفاصيل الرحلة المأساوية، مشيرًا إلى أن القارب المطاطي الذي كان يحمل الطفلة تم سحبه بقوة التيار بعيدًا عن الشاطئ، بينما فشلت محاولات الإنقاذ بسبب التأخر في الوصول.

ودعا في نهاية حديثه إلى توفير فرق إنقاذ مجهزة على كل الشواطئ لمنع تكرار مثل هذه المآسي.

القبطان محمد رمضان: "مافيش موجات مدفونة"

ردًا على ما أُثير، دخل القبطان البحري محمد رمضان عبر مداخلة هاتفية لينفي كل ما تم تداوله بشأن "الموجات المدفونة" تحت البحر المتوسط.

وقال رمضان: "الكلام ده غير صحيح تمامًا، ومفيش أي أجهزة بحرية تقدر ترصد الكلام اللي بيقوله الشخص ده، لأنه غير علمي وغير منطقي". واعتبر أن مثل هذه التصريحات تشكل ضررًا مباشرًا على المصلحة العامة، وتثير الذعر بلا مبرر.

مركز علوم البحار: لا زلازل ولا تحركات مريبة

من جهته، أكد الدكتور عمرو زكريا، رئيس مركز الحد من المخاطر بالمركز القومي لعلوم البحار بالإسكندرية، أن كل ما نُشر حول تحركات مريبة في البحر المتوسط مجرد "هراء غير علمي".

وأوضح زكريا أن المركز يراقب حركة المياه والزلازل على مدار الساعة عبر أجهزة دقيقة، ولم يتم رصد أي حركة أرضية أو ارتفاع غير طبيعي في منسوب البحر خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف: "تحرك منسوب المياه لا يحدث إلا إذا كان هناك زلزال فعلي تحت سطح البحر، وهذا لم يُسجل"، موضحًا أن الظواهر مثل المد والجزر وارتفاع الأمواج ظواهر دورية طبيعية لا تدعو للفزع.

الإعلام والعلم: شراكة ضرورة

اختتمت وهبة الفقرة برسالة قوية: "الإعلام مش منصة لترويج الرعب، لازم يكون ضامن للعلم والدقة، وده دورنا الحقيقي كمؤسسات إعلامية تحترم عقل المشاهد".

وأكدت أن الأزمة لا تتعلق فقط بمعلومة خاطئة، بل بتحمل المسؤولية الأخلاقية أمام الرأي العام والاقتصاد الوطني والأمن المجتمعي.

خلاصة "90 دقيقة": مسؤولية إنسانية وعلمية

جمع برنامج "90 دقيقة" في حلقته بين الحداد على المأساة الإنسانية في المنوفية، والتصدي للشائعات المضللة في البحر، لتؤكد بسمة وهبة أن الإعلام لا يقف عند حدود الحزن، ولا يتوقف أمام العناوين الرنانة، بل يتقدم بالعقل والمنطق لحماية المجتمع من الألم والفزع على حد سواء.

تم نسخ الرابط