بسمة وهبة تحذر: "سماعات الغش" تهدد مستقبل التعليم.. والمشهد داخل اللجان مهزلة

أثارت الإعلامية بسمة وهبة قضية خطيرة تتعلق بانتشار الغش الإلكتروني في امتحانات الثانوية العامة، واصفة إياه بـ"الظاهرة الشائكة والمخيفة"، لما له من تأثيرات كارثية على جودة التعليم في مصر، خصوصًا في ظل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في وسائل الغش الحديثة.
تكنولوجيا الغش تتفوق
وخلال تقديمها لبرنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور"، كشفت بسمة وهبة أن طلاب الثانوية العامة باتوا يستخدمون أدوات غش متطورة للغاية يصعب على المراقبين اكتشافها، أبرزها سماعات دقيقة تُخبأ داخل الأذن، مزودة بشرائح SIM تتيح استقبال الإجابات من طرف خارجي مباشرة عبر الهاتف المحمول.
وأوضحت بسمة وهبة أن هذه السماعات لا تظهر خارج الأذن، مما يجعل كشفها داخل اللجان شبه مستحيل، لافتة إلى أن هذا النوع من الغش يضرب مصداقية الامتحانات في مقتل ويقوض مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.
نتائج كارثية لكليات القمة
وأشارت بسمة وهبة إلى أن تداعيات هذه الظاهرة امتدت لما بعد الثانوية العامة، حيث تسبب الغش في دخول طلاب غير مؤهلين إلى كليات مرموقة مثل الطب، ما أدى إلى فشل عدد كبير منهم في اجتياز امتحاناتهم الجامعية لاحقًا، نظرًا لأنهم لم يمتلكوا الكفاءة الحقيقية التي تؤهلهم لهذا المسار العلمي.
وأضافت بسمة وهبة أن القبول الجامعي في كليات حساسة مثل الطب والهندسة يجب أن يكون مبنيًا على الكفاءة والاستحقاق وليس على التحايل التكنولوجي، محذرة من انهيار منظومة التعليم على المدى البعيد إن لم يتم التعامل بجدية مع هذه الظاهرة.
سماعات تُباع بالتوصيل
كشفت بسمة وهبة عن مفاجأة مدوية، حين ذكرت أنها تواصلت بنفسها مع بعض بائعي السماعات، الذين يقومون بتسويقها عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي ويوصلونها إلى المنازل عبر خدمة "الدليفري"، وتتراوح أسعار هذه السماعات بين 3000 و4000 جنيه، وتتوفر بأشكال وألوان متعددة، ما يزيد من صعوبة اكتشافها داخل اللجان.
وأكدت بسمة وهبة أن هذه التجارة الإلكترونية غير المشروعة أصبحت سوقًا رائجة بين الطلاب، ومصدر ربح سريع لمن يستغلون ثغرات منظومة التعليم.
مشاهد مؤلمة داخل اللجان
وصفت بسمة وهبة المشهد الذي بات معتادًا عقب انتهاء الامتحانات، حيث ينتظر أولياء الأمور أبناءهم خارج اللجان لاستخراج السماعات من آذانهم باستخدام الملاقط، في مشهد وصفته بـ"المهزلة"، مؤكدة أن هذا الانحدار الأخلاقي والسلوكي يُمثل خطرًا وجوديًا على مستقبل التعليم في مصر.
وشددت بسمة وهبة على أن المسؤولية لا تقع فقط على الطلاب، بل على المجتمع بأكمله، بدءًا من أولياء الأمور، ومرورًا بالمعلمين، وصولًا إلى الجهات الرقابية المسؤولة عن حماية نزاهة الامتحانات.

اتخاذ إجراءات صارمة
وفي ختام حديثها، طالبت بسمة وهبة بضرورة تغليظ العقوبات على من يروجون أو يستخدمون وسائل الغش الإلكترونية، وفرض رقابة تكنولوجية مشددة داخل اللجان، إلى جانب تعزيز التوعية بين الطلاب وأولياء الأمور حول مخاطر هذه الممارسات، التي لا تضر فقط بالعملية التعليمية، بل تهدد مستقبل أجيال كاملة.
ودعت بسمة وهبة كذلك إلى تبني منظومة امتحانات إلكترونية مؤمنة بالكامل، تواكب التطورات التقنية، وتغلق الباب نهائيًا أمام محاولات الغش الذكي، لضمان عدالة التعليم والحفاظ على نزاهة مؤسساته.