رفات القديس الأنبا موسى القوي تتلألأ ببركة الطيب في دير الشايب بالأقصر

احتضن دير الشايب بمحافظة الأقصر مساء أمس وصباح اليوم احتفالات دينية وروحانية كبرى بمناسبة عيد استشهاد القديس العظيم الأنبا موسى القوي، الذي يعد من أبرز القديسين في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ورمزًا للتوبة والقوة الروحية.
ترأس الاحتفالات نيافة الأنبا إقلاديوس، أسقف دير الشايب ورئيسه، بحضور واسع من مجمع رهبان الدير وعدد من كهنة إيبارشيتي أسوان والأقصر، إضافة إلى مشاركة لافتة لشباب بيت الخلوة المقيمين بالدير، ما أضفى أجواء روحانية مفعمة بالخشوع والمحبة.
عشية العيد: مراسم تطييب الرفات في كنيسة التوبة
افتتحت الاحتفالات مساء أمس بصلاة رفع البخور في كنيسة التوبة التاريخية بالدير، وهي كنيسة تحمل قدسية خاصة، مكرسة على اسم القديس الأنبا موسى القوي والقديس أغسطينوس. وخلال هذه الصلاة، أجرى نيافة الأنبا إقلاديوس مراسيم تطييب رفات القديسين، وهو تقليد كنسي عريق يعبر عن التبجيل والتبرك بقداسة أجسادهم. وشارك في هذه اللحظة الروحية عدد من آباء مجمع رهبان الدير وكهنة من إيبارشية أسوان، بالإضافة إلى شباب بيت الخلوة، في مشهد يوثق الوحدة والروحانية العميقة التي تجمع أبناء الكنيسة.
قداس العيد: تدشين أيقونات جديدة وتعزيز الفن القبطي
في صباح اليوم التالي، ترأس نيافة الأنبا إقلاديوس القداس الإلهي الذي أقيم بدير الشايب، وشهد الحدث تدشين أيقونتين جديدتين للقديس الأنبا موسى القوي والقديس أغسطينوس. هذه الأيقونات جاءت كإضافة فنية تعبر عن التقدير الروحي لهؤلاء القديسين، وتعكس عراقة الفن القبطي وأصالته التي تزخر بها الكنيسة القبطية.
شارك في القداس رهبان الدير، وأبناء الكنيسة من إيبارشية الأقصر، إلى جانب شباب بيت الخلوة الذين حرصوا على التواجد والمشاركة الفاعلة، مستمدين البركة والقوة الروحية من هذه المناسبة المميزة.
الأنبا موسى القوي: رمز التوبة والقوة الروحية
يحظى القديس الأنبا موسى القوي بمكانة عظيمة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث تمثل سيرته قصة تحول جذري من حياة العنف والقطاع إلى حياة القداسة والتوبة، وصولًا إلى استشهاده في سبيل إيمانه. ويعتبر مثالًا حيًا على قدرة الله في تجديد الإنسان وتحريره من الخطايا، كما يشكل نموذجًا روحيًا يلهم المؤمنين للسير في درب التوبة والنمو الروحي.
دور الأديرة في تعزيز الحياة الروحية
تعكس هذه الاحتفالات في دير الشايب الدور الأساسي الذي تلعبه الأديرة كحاضنات للحياة الرهبانية ومراكز لنشر التعليم الروحي والحفاظ على التقاليد الكنسية الأصيلة. وتعمل هذه المناسبات على تغذية الروح وتعزيز الإيمان لدى آلاف الأقباط، مما يساهم في الحفاظ على التراث الروحي والكنسي العميق في مصر.