الأحزاب تبدأ سباق الاستعداد لانتخابات الشيوخ: اجتماعات مكثفة وغرف عمليات

مع الإعلان الرسمي للجدول الزمني لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، بدأت الأحزاب السياسية في مصر التحرك السريع لترتيب أوراقها، واختيار مرشحيها، وتفعيل آلياتها التنظيمية لخوض هذا الاستحقاق البرلماني المرتقب، وسط أجواء يتصدرها التنافس والحرص على تقديم الأفضل.
حزب الجبهة الوطنية يجتمع لبحث أسماء مرشحيه
في مشهد يعكس الجدية والاستعداد المبكر، يعقد حزب الجبهة الوطنية اجتماعًا مهمًا اليوم الأربعاء برئاسة الدكتور عاصم الجزار، لمراجعة أسماء المرشحين المحتملين، والتأكد من مطابقتهم للمعايير الصارمة التي سبق للحزب أن وضعها خلال سلسلة من الاجتماعات التحضيرية.
وقال السيد القصير، الأمين العام للحزب، إن "الجبهة الوطنية" تعتزم المنافسة في عدد من الدوائر الفردية بعد دراسة دقيقة للخريطة الانتخابية، إلى جانب الدفع بمرشحين في القوائم ضمن تنسيق مشترك مع أحزاب أخرى.
وأكد أن الحزب يولي أهمية قصوى لاختيار مرشحين يمتلكون الكفاءة والخبرة، مشيرًا إلى أن عملية التقييم تخضع لمعايير مهنية ووطنية تضمن أن يمثل المرشحون الحزب بصورة تعكس ثقة المواطنين وتطلعاتهم.
"حماة الوطن": غرفة عمليات واستعدادات ميدانية
أما حزب حماة الوطن، فقد دخل مرحلة الحسم، حيث عقدت لجنة الفرز المركزية بالحزب اجتماعًا موسعًا بمشاركة قياداته، لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة المرشحين المزمع الدفع بهم على المقاعد الفردية والقوائم.
وأوضحت مصادر بالحزب أن عملية الاختيار خضعت لمراجعات موسعة تضمنت لقاءات مباشرة مع المرشحين المحتملين، وتقييمًا شاملاً للسير الذاتية، ومواقفهم من قضايا الدولة، ومدى قدرتهم على تمثيل المواطنين بفاعلية.
وفي خطوة تنظيمية لافتة، أعلن الحزب تشكيل غرفة عمليات مركزية لمتابعة العملية الانتخابية بكامل تفاصيلها، بدءًا من فتح باب الترشح وحتى إعلان النتائج النهائية، في إشارة إلى حرصه على ضمان انضباط واستجابة سريعة لأي تطورات ميدانية.
مصر القومي: الانتخابات فرصة لإعادة ترتيب المشهد
من جانبه، رحّب المستشار مايكل روفائيل، رئيس حزب مصر القومي، بإعلان الجدول الزمني لانتخابات مجلس الشيوخ، معتبراً أن هذا الإعلان "يؤكد على استمرارية المسار الديمقراطي في مصر تحت إشراف قضائي كامل، ويعزز من ثقة المواطنين بالمؤسسات السياسية."
وقال روفائيل إن هذه الانتخابات ليست مجرد مناسبة دستورية، بل فرصة حقيقية أمام الأحزاب لـ"إعادة ترتيب صفوفها، واختبار جاهزيتها التنظيمية، والتأكيد على التزامها بتمثيل المواطنين والدفاع عن مصالحهم".
وشدد على أهمية أن ترتقي عملية اختيار المرشحين إلى مستوى التحديات، مع ضرورة وضع الكفاءة والنزاهة في مقدمة المعايير، لافتًا إلى أن البرلمان يجب أن يعكس بحق التنوع المجتمعي المصري، وأن يكون رافعة للحوار والتشريع وليس ساحة للصراع والمصالح الضيقة.