سياسيون وقيادات حزبية: “30 يونيو” ثورة استعادة الوطن

في الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، أعاد عدد من السياسيين والبرلمانيين قراءة هذا الحدث المحوري في تاريخ مصر من زوايا جديدة، مؤكدين أن ما جرى في صيف 2013 لم يكن مجرد احتجاج شعبي، بل لحظة وعي جمعي أعادت رسم خريطة الدولة المصرية، ووضعت حدًا لفترة من الانفلات السياسي والهيمنة الأيديولوجية، وأطلقت مسارًا جديدًا قوامه الدولة والمؤسسات والمواطنة.
ثورة التصحيح
وقدم المستشار علي عبد الونيس، عضو مجلس النواب، قراءة سياسية معمّقة لمجريات ما قبل 30 يونيو، مشيرًا إلى أن البلاد بعد يناير 2011 لم تدخل مباشرة في ديمقراطية مستقرة، بل أصبحت هدفًا لقوى تنظيمية أرادت استغلال اللحظة التاريخية لتأسيس مشروع ديني لا يعترف بالدولة الوطنية.
وقال عبد الونيس إن تلك المرحلة اتسمت بضعف مؤسسات الدولة، وهيمنة قرارات "مكتب الإرشاد" على مؤسسة الرئاسة، وتفكك الكيانات الحزبية، مما سمح بصعود خطاب إقصائي ومشروعات غير توافقية.
وأكد أن ما شهده البرلمان حينها لم يكن عملًا سياسيًا حقيقيًا، بل مسرحًا للمزايدات والصدام، فيما تم تهميش دور المرأة، وإقصاء الأقباط، والتضييق على الإعلام، وهيمنة خطاب ديني متشدد حاول فرض وصايته على الشارع.
وتابع: "في ظل هذا المناخ الخانق، كان طبيعيًا أن ينتفض الشعب في 30 يونيو بثورة وعي، لإعادة تصحيح المسار، وإسقاط سلطة فشلت في إدارة الدولة، وأرادت تحويلها إلى أداة طيّعة في مشروع فوق وطني".
واعتبر عبد الونيس أن ذلك اليوم شكّل لحظة التقاء بين الشعب والجيش لإطلاق مسار سياسي جديد، يقوم على استعادة الدولة لصالح كل المصريين.
إرادة لا تقهر
من جهته، قال محمد مندي، عضو أمانة ريادة الأعمال بحزب "مستقبل وطن"، إن ثورة 30 يونيو ستبقى محطة مضيئة في الذاكرة الوطنية، لأنها عبّرت عن لحظة تمرد شعبي على محاولات اختطاف الدولة.
وأكد مندي أن الثورة لم تكن فقط لحظة سقوط حكم، بل كانت إعلانًا عن ميلاد مرحلة جديدة تعيد الاعتبار للمواطنة، والدولة المدنية، والاستقلال الوطني، مشددًا على أن قوة الثورة تمثلت في التحام ملايين المصريين خلف هدف واحد، هو إنقاذ الوطن من الانهيار.
وأشار إلى أن ما تحقق بعدها من إنجازات على مستوى البنية التحتية، والصناعة، وتمكين الشباب، هو نتاج هذا الوعي الشعبي الذي تحوّل إلى مشروع وطني بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لبّى نداء المصريين وتحمل مسؤولية تاريخية في وقت بالغ التعقيد.
من الميدان إلى المؤسسات
أما النائب عبدالفتاح يحيى، فقد ركز على التحول في طبيعة الحياة السياسية ما قبل وبعد 30 يونيو، موضحًا أن ما سبقها كان مشهدًا مرتبكًا تحكمه تيارات وظّفت الدين لخدمة أجندات فئوية، وأقحمت مؤسسات الدولة في صراعات غير وطنية.
وقال يحيى: "اليوم، وبعد الثورة، نحن أمام تجربة سياسية تتطوّر بثبات، تبني المؤسسات، وتعلي من قيمة المشاركة، وتُرسخ الاستقرار على أسس وطنية".
وأشار إلى أن مصر ما بعد 30 يونيو لا تُقصي أحدًا لكنها لا تقبل الفوضى، وتعمل على صياغة علاقة جديدة بين الدولة والمواطن أساسها العدالة والكرامة والتنمية.
من الثورة إلى الوعي
وفي محافظة الإسماعيلية، نظّم حزب الحرية المصري ندوة تثقيفية بمناسبة ذكرى الثورة، شارك فيها عدد من الشخصيات السياسية، وعلى رأسهم المهندس محمد رشيدي، أمين عام الحزب بالمحافظة، الذي شدد على أن الثورة كانت لحظة صمود شعب أمام مشروع خطير كاد أن يعصف بالهوية الوطنية.
وأوضح رشيدي أن الحزب يعمل على تثقيف الأجيال الجديدة بأهمية المشاركة السياسية وتاريخ الثورة، في إطار دعم المسيرة التنموية للدولة، مشيرًا إلى أن هذه الندوات ضرورية لتحصين الوعي العام ضد أي محاولات تشويه أو نسيان.