فاجعة فتيات المنوفية. أزهري: التبرع لأسرهم يتخطى منزلة الصدقة وسبل دعمهم كثيرة

لا تزال فاجعة فتيات قرية سنابسة بالمنوفية، تصيب الكثيرين بصدمة ووسط هذا الحزن الشديد يحرص كثيرون على التبرع لأسر الضحايا فما فضل مساعدة ومؤازرة أسر فتيات المنوفية؟
حكم دعم أسر فاجعة فتيات قرية سنابسة بالمنوفية
يقول الدكتور عبدالحميد متولي رئيس المركز الإسلامي العالمي للتسامح والسلام – البرازيل وأمريكا اللاتينية، والعالم الأزهري، "مَن نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة" (رواه مسلم)
وتابع في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: «في لحظات الحزن والألم، تتجلى معاني الإيمان الحيّ، وتشرق أنوار الرحمة والتكافل بين أبناء الأمة. ومن هذه اللحظات المؤلمة ما شهدناه في حادث الإقليمي الأليم، وفي مأساة فتيات المنوفية – رحم الله ضحاياهما جميعًا، وربط على قلوب أهاليهم وذويهم بالصبر والسكينة».
وأكمل: «وسط هذا الحزن، تجلّت صورة مشرقة من صور الخير، حين بادر بعض أهل الفضل والإحسان بالتبرع لأسر الضحايا، تخفيفًا عنهم، ومواساة لهم، وسدًّا لحاجاتهم في هذا الوقت العصيب. ولقد بلغنا أن أحدهم قدم تبرعًا كريمًا لأسر الضحايا، فكان فعله هذا شاهدًا حيًّا على الرحمة والإيمان، ومظهرًا من مظاهر الإحسان العملي والإنساني».
التبرع لأسر ضحايا حادث الإقليمي.. جزاء عظيم عند الله
وأشار إلى أن ما فعله المتبرعون لا يُعدّ صدقة فقط، بل هو تفريج كُربة، وإغاثة ملهوف، وإعانة مبتلى. وقد وعد الله المتصدقين بالمضاعفة والبركة، فقال سبحانه:"مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ، فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ" (البقرة: 261)
وقد قال النبي ﷺ: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
هذه النفوس هي التي تحفظ تماسك الأمة
وأكد أنه في زمن طغت فيه الماديات، واشتد فيه البلاء، تبقى مثل هذه المواقف الإنسانية شعاع أمل ونور إيمان. فالتبرع لأسر منكوبة لا يخفف فقط العبء المادي، بل يُشعرهم أن الأمة لم تنسَ أبناءها، وأننا جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
رسالة شكر وتقدير
وقال العالم الأزهري: «باسمي، وباسم كل من يحمل في قلبه إيمانًا وتقديرًا لمعاني الإحسان، أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الدعاء لكل من مدّ يد العون لهؤلاء الأسر المنكوبة. وأسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم، وأن يبارك لكم في أعماركم وأموالكم وأهليكم، وأن يرفعكم به درجات في الدنيا والآخرة».
واختتم: نذكّر بأن الخير لا يُحصر في التبرع المالي فقط، بل يشمل الكلمة الطيبة، والدعاء، والوقوف بجانب المصابين نفسيًا واجتماعيًا. فكل ذلك من أبواب البر، يقول تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى"(المائدة: 2).