خالد الجندي: التفاوت بين العبادات باب للتقرب إلى الله I فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الشريعة الإسلامية جاءت بمنظومة متكاملة من العبادات، تتفاوت في أجرها وفضلها، موضحًا أن هذا التفاوت أو "التفاضل" يحمل في طياته حكمة عظيمة من الله عز وجل، تدفع المسلم إلى التنافس في الطاعات والارتقاء في درجات القرب منه سبحانه.
وأوضح خالد الجندي، خلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC"، أن التفاضل يشمل كل أشكال العبادات من فروض وسنن، لافتًا إلى أن أفضل الفرائض على الإطلاق هي الصلاة، والتي تمثل الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين وأعظم ما يُتقرّب به إلى الله.
أفضل صلاة بعد الفرائض
أشار خالد الجندي، إلى أن من بين الصلوات، يبرز قيام الليل بوصفه أعظم القُربات بعد الصلاة المفروضة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل". وبيّن أن هذه الصلاة، التي تُؤدى في هدوء الليل وسكونه، تعبّر عن صدق العبد في محبته لربه وإخلاصه في عبادته.
وأكد خالد الجندي أن قيام الليل من السنن المهجورة التي تحتاج لإحياء في قلوب المسلمين، لما لها من أثر عظيم في تزكية النفس ومغفرة الذنوب، خاصة في زمن كثرت فيه الانشغالات والفتن.
بعد رمضان في الفضل والمكانة
وتحدث خالد الجندي، عن فضل شهر الله المحرم، مؤكدًا أنه يأتي مباشرة بعد شهر رمضان في ترتيب أعظم الشهور من حيث فضل الصيام، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم".
وأضاف خالد الجندي أن رسول الله ﷺ كان يحرص على صيام هذا الشهر بشكل دائم، وقد لاحظ الصحابة الكرام هذا الحرص النبوي، ما يدل على أهمية وعلو شأن هذا الشهر المبارك، وخاصة يوم عاشوراء الذي يُكفّر صيامه ذنوب عام مضى.
باب الأمل مفتوح دائمًا
في سياق متصل، أشار خالد الجندي، إلى أن هذا التنوع والتفاضل في العبادات يمنح المسلم فرصة دائمة للتعويض والاستدراك لما فاته من الحسنات، فباب التوبة والعودة مفتوح على مصراعيه، وليس مقصورًا على وقت دون آخر.
واستشهد خالد الجندي بقوله تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". مؤكدًا أن التنافس في الطاعة، لا يكون بالصوت العالي أو المظاهر، بل بالصدق والإخلاص والعمل الخفي، خاصة في العبادات التي تقرّب العبد من الله وتطهر قلبه من الرياء.

دعوة لإحياء السنن
وختم خالد الجندي حديثه بدعوة صادقة للمسلمين إلى إحياء السنن، وتعظيم المواسم التي ورد فيها فضلٌ خاص، وعلى رأسها قيام الليل وصيام المحرم، مشيرًا إلى أن الإقبال على هذه الأعمال يُعدّ تجديدًا للعهد مع الله، وفرصة عظيمة لتجديد الإيمان، في زمن تشتد فيه الحاجة إلى التقوى والثبات.