أستاذ زلازل يوضح أسباب ارتفاع درجات حرارة مياه البحر المتوسط

قال الدكتور عمرو الشرقاوي، أستاذ الزلازل وديناميكية باطن الأرض بالمعهد القومي لبحوث الفلك، إن مياه البحر المتوسط شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة خلال العقود الأربعة الماضية، حيث سجلت زيادة تجاوزت 2.5 درجة مئوية في شرق البحر المتوسط، و1.5 درجة مئوية في المناطق الغربية منه. وأوضح الشرقاوي، في مداخلة هاتفية مع قناة "صدى البلد"، أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة يعد من مظاهر تغير المناخ، ويؤدي إلى تمدد كمية المياه وزيادة منسوبها بشكل تدريجي.
وأشار إلى أن ارتفاع حرارة مياه البحر يتفاعل مع الرياح السائدة في المنطقة، مما يسبب حركة دائرية لجزيئات المياه، وهو ما يؤدي إلى تكوين موجات أكثر نشاطًا وقوة. ولفت إلى أن سرعة الرياح وطول الموجات هما من العوامل المؤثرة في زيادة شدة هذه الظاهرة، مما ينعكس على حركة الأمواج في البحر المتوسط بشكل غير معتاد.
ظاهرة تغير الموجات
وأضاف الشرقاوي أن هذه التغيرات تؤثر بشكل مباشر على البيئة البحرية وسلوك الأمواج، مؤكداً ضرورة متابعة هذه الظواهر كجزء من دراسة آثار تغير المناخ على المناطق الساحلية والبحرية في المنطقة.
شبكة متكاملة من محطات رصد الزلازل
وفي وقت سابق،صرح الدكتور عمرو الشرقاوي، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بأن مصر تمتلك شبكة متكاملة من محطات رصد الزلازل المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية، مما يمكنها من متابعة أي نشاط زلزالي بدقة عالية، بما في ذلك الزلزال الذي وقع مؤخرًا واستمر من 5 إلى 6 ثوانٍ فقط.
أنظمة تكتونية معقدة
وخلال مداخلة هاتفية أذاعتها قناة «صدى البلد»، أشار الشرقاوي إلى أن الزلزال الأخير وقع في منطقة الجزر اليونانية، التي تُعتبر من المناطق الجيولوجية النشطة بسبب وجود أنظمة تكتونية معقدة في تلك المنطقة.
وأوضح الدكتور الشرقاوي أن الحركات التكتونية في هذه المنطقة تعود إلى ملايين السنين، حيث تتحرك القارة الأفريقية نحو الشمال باتجاه أوروبا، مما يتسبب في حدوث انغماس واحتكاك بين الصفائح التكتونية، مما يؤدي إلى نشاط زلزالي مستمر.
وأضاف أن الزلازل تُصنف إلى ثلاثة أنواع بناءً على عمقها: الزلازل الضحلة، والمتوسطة، والعميقة. الزلزال الأخير يُصنف على أنه من النوع المتوسط، حيث كان عمقه يتراوح بين 70 و300 كيلومتر تحت سطح الأرض.