أوقاف أسيوط تنظم ثماني ندوات علمية كبرى للتصدي لظاهرة الغش

إحياءً لقيم الأمانة وتحذيرًا من مخاطر الظواهر السلبية على الفرد والمجتمع، وفي إطار الدور الرائد الذي تقوم به وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي، وتحصين المجتمع من الظواهر السلبية التي تهدد قيمه الدينية والأخلاقية، تُنظم مديرية أوقاف أسيوط، سلسلة من الندوات العلمية الكبرى تحت عنوان: "تصدي الإسلام للغش بكافة صوره"، وذلك في ثمانية من المساجد الكبرى على مستوى المحافظة.
تأتي هذه الندوات بتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، وبإشراف مباشر من الشيخ أحمد كمال علي، رئيس قسم الإرشاد الديني ونشر الدعوة.
وشارك في إحياء هذه الندوات كوكبة متميزة من أساتذة جامعة الأزهر الشريف فرع أسيوط، حيث يُسلّطون الضوء على خطورة ظاهرة الغش، مؤكدين أنها ليست مجرد مخالفة اجتماعية أو تربوية، بل هي جريمة أخلاقية ودينية، تهدد استقرار المجتمع وتُفقد الثقة بين أفراده.
خطر الغش في ميزان الشرع
وفي تصريحاتهم خلال الندوات، شدد الأساتذة على أن الإسلام دين الأمانة والصدق والنزاهة، محذرين من أن الغش، سواء في البيع والشراء، أو في الامتحانات، أو في المعاملات التجارية والإدارية، يُعد من الكبائر التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم.
بين العلماء أن الغش لا يقتصر على سلعة فاسدة أو معلومة خاطئة في ورقة امتحان، بل يتسع ليشمل كل صورة من صور الخداع والتضليل، سواء كانت في الكلمة أو الفعل أو التعامل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا)، وهو تحذير واضح وصريح يدل على خطورة هذه الآفة."
أثر الغش على المجتمع
وأكد العلماء، أن الغش يهدم بناء المجتمعات، ويُفقد الثقة في المؤسسات والأفراد، مشيرًا إلى أن المجتمعات المتقدمة إنما وصلت إلى ما هي عليه من رقي وتقدم بفضل التزامها بالصدق والنزاهة والشفافية.
وأضافوا:كل أمة يُشاع فيها الغش، تُصاب في مقتل، وتتراجع فيها قيم الصدق والأمانة، وتنتشر فيها الفوضى والفساد، ويصبح الغش فيها ثقافة مدمّرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة."
دور الأسرة والمؤسسات في محاربة الغش
ونبّه المشاركون في الندوة إلى ضرورة تضافر جميع مؤسسات المجتمع، بدءًا من الأسرة والمدرسة، مرورًا بالمسجد، وانتهاءً بالإعلام، في مواجهة ظاهرة الغش، مؤكدين أن بناء جيل يتحلى بالصدق والأمانة يبدأ من البيت والمدرسة، ويُترسّخ في المساجد والدروس والندوات العلمية.
وأشاروا إلى أن مسؤولية محاربة الغش لا تقتصر على القوانين والإجراءات، بل تبدأ من بناء الضمير الحي داخل نفوس الأبناء، وغرس قيمة الرقابة الذاتية، وتعميق الإيمان بأن الله تعالى مطلع على كل صغيرة وكبيرة.
رسائل توعوية من الندوات
وفي ختام الندوات، وجه المحاضرون مجموعة من الرسائل التوعوية لأبناء المجتمع، منها:
التحذير من خطورة الغش في الامتحانات وأثره السلبي على مستقبل الطلاب والمجتمع.
التأكيد على تحريم الغش في البيع والشراء لما فيه من أكل أموال الناس بالباطل.
الدعوة إلى ترسيخ قيم الأمانة والصدق في جميع المعاملات اليومية.
بيان أن محاربة الغش مسؤولية دينية ووطنية مشتركة.
الإشادة بالدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف في مواجهة الظواهر السلبية بالمجتمع.
من جانبه، أكد الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بمديرية أوقاف أسيوط، أن هذه الندوات تأتي ضمن سلسلة فعاليات وزارة الأوقاف الهادفة إلى بناء وعي ديني رشيد، وتحقيق الأمن المجتمعي، وترسيخ قيم الصدق والأمانة، ومحاربة كافة صور الغش والخداع التي تهدد استقرار المجتمع.
وشدد على استمرار المديرية في تنظيم مثل هذه الندوات والدروس واللقاءات، بالتعاون مع علماء الأزهر الشريف، لتصحيح المفاهيم، وبناء مجتمع متماسك، يسير على هدي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.