أمطار يوليو هل تعد غضبا من الله؟.. الأمين الأسبق لمجمع البحوث الاسلامية يجيب

أمطار يوليو هل تعد غضبًا من الله؟، سؤال يتردد كثيرًا خاصة مع تساقط الأمطار في أجواء صيفية شديدة الحرارة، ويجيب عنه الأمين الأسبق لمجمع البحوث الاسلامية الشيخ علي عبدالباقي.
نزول المطر في غير وقته لا علاقة به برضا الله او غضبه
يقول الشيخ علي عبد الباقي الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الاسلامية تعليقا على نزول المطر في غير موعده ببعض المناطق بمصر اليوم الثلاثاء ,وربط بعض الناس هذا باقتراب الساعة ,بأن مايحدث من تغيرات مناخية هو امر طبيعي للغاية ,وأنه جرت العادة منذ الخلق ان تكون هناك تغيرات طبيعية بالمناخ.
وقال الشيخ علي عبد الباقي في تصريح خاص لـ"نيوز رووم" :يجب أن لا نلصق أي شيء بالدين, فلا علاقة بين نزول المطر وبين اقتراب الساعة وغضب الله أو رضائه على خلقه.فاسرائيل ينزل بها المطر في غير موعده ,فهل معنى هذا أن الله راض عنهم؟.
وأوضح الشيخ علي عبد الباقي أن نزول المطر في غير موعده ليس من الأمور الخارقة للعادة حتى نقول أنه له علاقة بين رضا الله أو غضبه على عباده,مستنكرا أن يتم لصق أي حدث بالدين. محذرا من التجرؤ على الدين بتحدث الناس بكل كبيرة وصغيرة عن الدين وتوصيف كل شئ تبعا لوجهة نظرهم والتي عادة تاتي في سياق "السبوبة" بالتحدث بكل كبيرة وصغيرة عن الدين بغير علم.
أحاديث نبوية عن نزول المطر
ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى ٱللهُ عليه وآله وسلم كان إذا رأى المطر يقول: «اللَّهُم صَيِّبًا نَافِعًا» رواه البخاري في "صحيحه"، وفي لفظٍ لأبي داود في "السنن" أنه كان يقول: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا».
وورد غير ذلك من الأدعية التي تُقال في هذا الحال؛ منها:
عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى ٱللهُ عليه وآله وسلم قال: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالْجِبَالِ وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» متفق عليه.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى ٱللهُ عليه وآله وسلم يُوَاكِئُ فقال: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ» رواه أبو داود في "سننه".
والمراد الذي يُفهَم من مجموع ألفاظ الأحاديث السابقة استحباب الدعاء عند نزول المطر، فيسأل الإنسان ربه أن يجعله مَطَرًا نافعًا للعباد والبلاد، وليس مَطَرَ عَذابٍ أو هَدمٍ أو غَرَقٍ، كما أهلَكَ اللهُ قَومَ نوحٍ بالسُّيولِ الجارفةِ.
قال العلامة ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" : [الدعاء المذكور يستحب بعد نزول المطر للازدياد من الخير والبركة مقيَّدًا بدفع ما يحذر من ضرر] ـ.
قال الإمام ابن عابدين في "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 186، ط. دار الفكر): [ويستحب الدعاء عند نزول الغيث] ـ.
وقال العلامة ابن رشد في "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" (: أجمع العلماء على أنَّ الخروج إلى الاستسقاء، والبروز عن المصر، والدعاء إلى الله تعالى والتضرع إليه في نزول المطر سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم] ـ.
وقال الإمام النووي في : [السنة أن يدعوا عند نزول المطر بما سبق في الحديث، ويستحب أن يجمع بين روايتي البخاري وابن ماجه فيقول: "اللهم صيبا هنيًا وصيبًا نافعًا"] ـ.
وقال العلامة البهوتي : يستحبّ التشاغل عند نزول المطر بالدعاء للخبر، وعن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: كان إذا رأى المطر قال: «اللَّهُمَّ صَيبًا نَافِعًا» رواه أحمد والبخاري] اهـ.