عامًا على تولي محمد عبد اللطيف وزيرًا للتربية والتعليم.. ماذا قدم؟

يُكمل الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عامًا كاملًا في منصبه خلال الساعات المقبلة، بعد تعيينه في 3 يوليو 2024. وخلال هذا العام، شهدت المنظومة التعليمية عدة تحولات هيكلية ومبادرات نوعية أثارت نقاشًا واسعًا بين المهتمين بالشأن التعليمي، ما بين مؤيد للتطوير ومتحفظ على وتيرة التنفيذ. فماذا تحقق فعليًا على أرض الواقع خلال هذا العام؟
عادة هيكلة الثانوية العامة
في واحدة من أبرز خطوات الوزير، تم إعادة هيكلة المرحلة الثانوية من خلال تخفيض عدد المواد الدراسية، حيث أصبحت 7 مواد فقط في الصفين الأول والثاني الثانوي، و5 مواد أساسية فقط في الصف الثالث الثانوي، حسب كل شعبة. كما تم إلغاء بعض المواد مثل الفلسفة والمنطق وعلم النفس والاجتماع للتركيز على المواد الأساسية، في خطوة تهدف لتخفيف العبء عن الطلاب وتبسيط النظام الدراسي.
تعديل الخريطة الزمنية وتحسين التوزيع
قامت الوزارة بتعديل الخريطة الزمنية للدراسة، وهو ما ساهم في تحسين توزيع الجدول الدراسي، وتوفير نحو 33% من القوة التدريسية من خلال إعادة توزيع الجهود، بما ينعكس على تقليل الضغط داخل الفصول وزيادة الفاعلية التعليمية.
مشروع البكالوريا المصرية.. فلسفة تقييم جديدة
من المشروعات الجريئة التي تم الإعلان عنها، كان مشروع البكالوريا المصرية، وهو نظام بديل للثانوية العامة التقليدية، يتيح فرص تقييم متعددة للطلاب بدلاً من الاعتماد على امتحان واحد. المشروع لا يزال في طور المشاورات المجتمعية مع المعلمين وأولياء الأمور، وسط اهتمام واسع من المجتمع التربوي بشأن آلية التطبيق.
تعيين المعلمين وسد العجز
في إطار تنفيذ المبادرة الرئاسية لتعيين 30 ألف معلم سنويًا، تم إحراز تقدم ملموس في سد العجز بالتدريس، حيث أعلنت الوزارة افتتاح 98 ألف فصل دراسي جديد، ومددت العام الدراسي من 23 إلى 31 أسبوعًا، بمعدل 207 ساعات دراسية سنويًا. ووفقًا للوزارة، تم سد 90% من العجز العام، و99% من العجز في المواد الأساسية، وهو تطور غير مسبوق في السنوات الأخيرة.
مبادرات نوعية لصحة وتغذية الطلاب
أطلقت الوزارة، بالتعاون مع منظمات دولية، عددًا من المبادرات النوعية، أبرزها:
"عيون أطفالنا مستقبلنا": تستهدف فحص نظر 7 ملايين طالب.
البرنامج القومي لتنمية مهارات القراءة والكتابة بالشراكة مع اليونيسف.
مبادرة "الوجبة الساخنة": تستفيد منها 13 مليون طالب، ضمن خطة قومية لمحاربة سوء التغذية وفقر الدم والتقزم.
تحسين البيئة المدرسية.. من التشجير إلى التجميل
واهتم الوزير بتحسين المناخ المدرسي، حيث تم تنفيذ:
تشجير 17 ألف مدرسة.
دهان 119 ألف فصل دراسي، في إطار مبادرة لتجميل المدارس وتحسين جاذبيتها.
تقييم عام: بداية جادة أم وعود تنتظر الاستكمال؟
رغم ما تحقق من قرارات ومشروعات، لا يزال المجتمع التعليمي يترقب نتائج التنفيذ الكامل على الأرض، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الوزارة، مثل الكثافة الطلابية، جودة المناهج، وتدريب المعلمين.
ويُنتظر من الوزير عبد اللطيف في عامه الثاني التوسع في التطبيق، ودعم الشفافية في المتابعة، وتحقيق التوازن بين التطوير والعدالة التعليمية، في وقتٍ يشهد فيه التعليم المصري تحولات جوهرية على أكثر من مستوى.