كيفية الإيمان بـ القضاء والقدر وما الآثار المترتبة؟ العلماء يوضحون

في ظل تقلّب الظروف بين الأفراح والأحزان وإصابة الأشخاص بما لا يحبونه ، يعيد علماء الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية التأكيد على أهمية الإيمان بـ القضاء والقدر كأحد أركان الإيمان الستة، مشيرين إلى أن الإيمان به ليس مجرد اعتقاد، بل سلوك وعقيدة تزرع الطمأنينة وتُعزّز الثقة في عدل الله وحكمته.
ما هو القضاء والقدر؟
يُعرف القضاء بأنه حكم الله الأزلي في كل ما سيكون، أما القدر فهو تنفيذ هذا الحكم في الواقع. أي أن كل ما يقع في الكون إنما يقع بعلم الله، ومشيئته، وتقديره، وخلقه.
وقد ورد في حديث جبريل المشهور:“أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.” [رواه مسلم].
كيف يكون الإيمان بهما؟
بحسب ما أوضحه أحد العلماء ، فإن الإيمان بالقضاء والقدر يتم من خلال الإيمان بأربعة مراتب أساسية، وهي:
1. العلم: الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء، علمًا أزليًا أبديًا، لا يغيب عنه شيء في الأرض ولا في السماء.
2. الكتابة: أن الله كتب كل ما سيكون في اللوح المحفوظ، قال تعالى:
“مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ” [الحديد: 22].
3. المشيئة: أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يقع شيء إلا بإرادته.
4. الخلق: أن الله خالق كل شيء، ومن ذلك أفعال العباد، خلقها وقدّرها، وهم الذين يختارون أفعالهم بإرادتهم.
هل يتعارض القدر مع حرية الإنسان؟
أجابت دار الإفتاء عن هذا السؤال المتكرر، مؤكدة أن القدر لا يتنافى مع حرية الإنسان، فالله سبحانه أعطى الإنسان عقلًا وحرية إرادة ليختار، ثم يجازيه على اختياره.
وقالت الفتوى: “الله يعلم ما يختاره الإنسان، لكنه لا يُجبره على ذلك، ومن هنا كان الثواب والعقاب.”
ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر
أكدت المؤسسات الدينية أن الإيمان بالقدر له آثار عظيمة في حياة المسلم، أبرزها:
• الطمأنينة والرضا: لأن المؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
• الثقة في عدل الله: فلا يظن أن الظالم ينجو، ولا أن المظلوم يُنسى.
• التحرر من القلق المفرط: فالأسباب تُؤخذ، والنتائج تُترك على الله.
• عدم التواكل: لأن الإيمان بالقدر لا يعني ترك العمل، بل العمل مع التوكل